حكم ممارسة النساء للرياضة أمام الرجال، وحكم الرياضة التي تمارس اليوم

ظهرت في زماننا هذا ظاهرة الهوس الرياضي والأمراض الرياضية بأنواعها المختلفة، وبصورة لهت كثيراً من المسلمين شيباً وشباباًَ عن التمسك بالأصالة الإسلامية وبالخلق الإسلامي القويم، فالرياضية الكروية بالذات وعلى أنواعها هي حديث المستيقظ والنائم في أحلامه، فنحن نجد الدور الذي شيدت لها والأجهزة المختلفة التي ترعاها، وجمعت لها الأموال، وكُرم الرياضيون الذين بذلوا الجهد في النهوض بالرياضة وترقيت الأداء كما يقولون، فالناس في تشجيعهم فرقاً وطوائف، فهذا يشجع فريق كذا، وهذا يشجع فريق كذا، وهكذا وهكذا، حتى في أفراد الأسرة الواحدة، وفي التشجيع والانتماء إلى الفرق حساسيات وكراهية وتفرقة وقلوب مليئة بالحقد، وآراء لا تلتقي حول نقطة واحدة، ولا طائل من وراء ذلك أبداً، وأسئلتي تدور حول ما يلي: ماذا عن كل ما ذكرت؟ ماذا عن الذين يدفعون نقودهم لمشاهدة المباريات الرياضية، وما الحكم على أولئك الذين اتخذوا الرياضة مصدر رزقاً لهم كالحكام والمدربين واللاعبين، ثم تخصيص جزء من دخول المباريات لتشييد مسجد، هل يعتبر عملاً من أعمال الخير، وما هي نصيحتكم لأولئك الفتيات الكاسيات العاريات اللائي يمارسن أنواعاً مختلفة من الرياضة وسط جمهور المشاهدين وهن بزيهن الرياضي المحبق -فيما يبدو-؟ أرجو من سماحتكم أن تتفضلوا بمعالجة هذه الأمور، جزاكم الله خيراً.

الإجابة

لا شك أن هذا الأمر من المصائب العظيمة التي بلي بها الناس، وصار له فيها اهتمام كبير وعناية عظيمة، وربما ترتب على ذلك إحن وأحقاد وخصومات كثيرة كما أشار السائل وربما ترتب على ذلك إضاعة الصلوات، وظهور كثير من العورات وفساد كبير في المجتمع فإلى الله المشتكى سبحانه وتعالى، ونصيحتي لهؤلاء الذين أشرت إليهم وهم اللاعبون نصيحتي لهم أن يتقوا الله، وأن لا تشغلهم هذه الرياضة عما أوجب الله، وأن لا تجرهم إلى الشحناء والعدواة والخصومات، فمن لعبها من غير أن تشغله عن صلاة ولا عن واجب، ولا أن تجره إلى شحناء مع إخوانه وفتن، ولا أن تجره إلى ظهور العورة أو الاختلاط بالنساء هذا لا حرج فيه في الأصل؛ لأنه لعبة ليس فيها حرج إذا سلمت من هذه الشرور ولا يكن فيها مال، أما إذا كانت تجر إلى إضاعة الصلوات كما هو الغالب وإلى ظهور العورات وإلى مساعدات مالية هذا كله حرام وكله منكر وكله لا يجوز، بل يجب القضاء عليه ويجب على ولاة الأمور منعه سداً لباب الفتن، وحماية للقلوب من الفساد وحماية للعورات، وإعانة لهؤلاء على أداء الصلوات والمحافظة على الأخلاق الفاضلة، ....ظهور العورات التي حرم الله ظهورها، وأشد من ذلك وأخبث ما يقع من النساء وذلك لا يجوز لا بين الرجال فيما يقع من الاختلاط، ولا فيما يقع منهن من إظهار الزينة والفتنة والتبرج، ولا فيما يقع من أخذ الأموال في ذلك، كل ذلك منكرات يزيد بعضها بعضاً في الشر والفساد، ولا شك أن هذا نشأ عن ضعف الدين وقلة العلم وكثرة الفراغ الذي لا يجدون ما يسدون به فراغهم، فلهذا شغلوا بهذه الرياضة وأشباهها عما ينفعهم في الدين والدنيا وابتلوا بها عن التفكير في المصالح العامة، وعما ينفع مجتمعهم في دينهم ودنياهم حتى وقع ما وقع من الشرور التي بلي بها كثير منهم، فنسأل الله أن يهديهم ويوفقهم وأن يصلح أحوال المسلمين جميعاً، وأن يوفقهم لما ينفعهم في الدنيا والآخرة ولما يشغل أوقاتهم بما يرضيه، ويصلح أحوال القلوب والأعمال وأن يعيذهم من هذه الرياضات الضارة التي تضرهم وتضر مجتمعهم في دينهم ودنياهم، ونسأل الله السلامة والعافية من كل سوء.