الإجابة:
لا شك أن الاعتكاف في المسجد النبوي أفضل ، والخشوع أمر يتهيأ للإنسان
بتوفيق الله - تعالى- ، ثم بالأخذ بالأسباب ، ومن هيّأ نفسه للخشوع في
مسجد النبي - صلى الله عليه وسلم - فإنه سيجد بركة ذلك وخير ذلك أكثر
من غيره .
ومن هنا تقدم المسجد النبوي لفضيلة الصلاة فيه ، ولأنه أقدم ، ولأن
الخشوع أمر تستطيع أن تحصّله بتهيؤ الأسباب ، وكثير من الناس إلا من
رحم الله يهيّئ لنفسه فوات الخشوع ، لكنه لو هيّأ لنفسه طلب الخشوع ،
وتعاطى الأسباب في ذلك ؛ فإن الله سيعينه ، وسيمده بتوفيقه ، وتأييده
- عز وجل - ؛ لأن الله وعد كل من طلب الحسنى أن ييسّر له ذلك ، وأن
يسهّل له ذلك ، ومن طلب مرضات الله ؛ فإنه لا يزال له معينا وظهيرا من
الله - تعالى - ، ومن صدق مع الله؛ صدق الله معه ، فاخرج إلى مسجد
نبيّك - صلى الله عليه وسلم - ، واقصد وجه الله ، والتمس مرضات الله -
تعالى - ، واصدق مع الله ؛ فإن الله يصدقك .
خذ بالأسباب التي تعينك على الخشوع ، ما الذي جعلك تخشع في مسجدك ولا
تخشع في مسجد النبي - صلى الله عليه وسلم - ؟! أليس ربك الذي تعبده
هنا هو الذي تعبده هناك وتعبده في كل مكان ؟ إذا فالمسألة قد يكون
فيها شيء نفسي ، وما عليك من الناس ، وما عليك من المقبل والمدبر،
والذاهب والآتي ، ليس عليك إذا سكنت خشية الله في قلبك ، وامتلأ قلبك
بتعظيم الله - تعالى - ، من عظم الله ؛ احتقر ما سواه ، ومن كان مع
الله ؛ كان الله - تعالى - معه ، فأخلص لله - عز وجل- فإن الله يعينك
، ويسددك ، ويوفقك ، ستجد الإخلاص في مسجد النبي - صلى الله عليه وسلم
- وستجد الخشوع في مسجد النبي - صلى الله عليه وسلم - أفضل وأتم وأبرك
من غيره . ونسأل الله أن يعينك على ذلك.