لا يفعلون المعاصي خوفًا منها.

السؤال: اكتشفت أن الأغلبية من أقراني أو حتى زميلاتي في المدرسة إن لم أكن معهم يفعلون المعاصي، من غيبة أو كذب أو إعجاب، وما إن يروني حتى ويغيروا الحديث ويتكلمون بالدين أو بأمور الدنيا، وحتى أنهم يبينون لي أنهم لا يفعلون المعاصي وبعد أيام قلائل أكتشف أنهم فعلوا معصية معينة، فالمصيبة هنا أن الخوف أصبح مني وليس من الله، والله المستعان وأتكلم معهم على وجوب الخوف من الله والبعد عن الرياء لكن لا جدوى وكأني أتكلم مع الحائط، وأحياناً أقول أنه ليس خوفاً مني ولكن حتى لا أتضايق منهم وابتعد عن مجالسهم، لأني ولله الحمد محبوبة لدى الجميع، وكذلك ما أواجهه أن البعض إن أعطيتها شريطاً أو كتيباً لا تسمع ولا تقرأ وإن نصحتها لا تعيرني سمعها، وإنما تحاول إنهاء الموضوع فلا أعلم كيف أنصحه هؤلاء ؟

الإجابة

الإجابة: هذا الذي يحدث معك أمر طبيعي جداً، فالدعوة إلى الله تعالى أشبه بالصيد، ، لكنه صيد الناس للهداية، فالصائد يخرج وكتب الله تعالى له رزقه، ولكن لا يعلم ما هو، وهكذا الداعي يخرج ويدعو إلى الله تعالى بالحكمة والرفق والكلمة الطيبة، وقد قدر الله تعالى له أن يهتدي على يديه من يريد الله هدايته ولكن لا يدري من ينتفع بدعوته فهذا إلى الله تعالى وليس إلى الداعي، إنما عليه أن ينشر بضاعته ويرغّب الناس فيها ويدع هداية القلوب، فهي بيد الله تعالى، ومن المهم أن لا يجعل الناس تسأم من دعوته، بل يتحين المواقف والأوقات التي يرى المدعو فيها متهيئاً لسماع الكلمة الطيبة، ولا يثقل عليهم، ويجعل مدخله دائماً موافقاً لنفوسهم، مثلاً حكاية قصة أو حادثة في حياته ويربطها بالدعوة، والخلاصة أن الداعي متى كان مخلصاً لله تعالى مؤدياً عمله بلطف وخفة على قلوب الناس، يكتب الله تعالى له من هداية القلوب على يديه أكثر من غيره، المهم أن لا يضجر من عدم استجابة الناس، لأنه مثاب على أية حال سواء اهتدوا أم لا، فالدعوة في حد ذاته ثوابها عظيم، حتى الحرص القلبي على هداية الناس فيه ثواب عظيم والله أعلم.