بعض الألفاظ التي ترد في الأغاني وحكم ترديد الناس لها

السؤال: أسأل عن بعض الألفاظ التي ترد في الأغاني وحكم ترديد الناس لها؟ حيث أنهم يقولون أنهم لا يقصدون معناها, وذلك مثل قولهم: "أعبد في جمالك"، وقولهم: "بعد ربي سجدوا عبدوك", وقولهم: "وحياة حبك", والكلمات التي فيها لوم وذم للزمن، وما شابه ذلك، كما أسأل عن تأجير المحلات التجارية لمن يقومون ببيع الأغاني وترويجها؟

الإجابة

الإجابة: الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فالمسلم يحاسب نفسه على ما تنطق به شفتاه، لأنه يعلم أن الله سيحاسبه عليه كما قال سبحانه: {ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد}، وقال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ رضي الله عنه: "كُفَّ عليك هذا" -وأخذ بلسانه-، فقال معاذ: وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ فقال: "ثكلتك أمك يا معاذ! وهل يكب الناس على وجوههم"، أو قال: "على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم؟" (رواه أحمد والترمذي وابن ماجه).

وهذا شامل لكلمات الأغاني وغيرها مما يكون الإنسان فيه جاداً أو هازلاً، متكلماً به مع صغير أو كبير من الناس.

ومن هنا يُعلم أن ما جرت به عادة بعض الناس من الترخص في كلمات محرمة حال المزاح أو الغناء أو غير ذلك إنما هو من تزيين الشيطان لهم، وهم يحسبونه هيناً وهو عند الله عظيم، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالاً يهوي بها في جهنم" (رواه البخاري)، قال الحافظ رحمه الله: "أي لا يتأملها بخاطره ولا يتفكر في عاقبتها ولا يظن أنها تؤثر شيئاً".

ولا يجوز تأجير المحلات التجارية لمن يستغلونها في الاتجار في المحرمات، كبيع أشرطة الغناء المشتملة على كلمات محرمة أو على معازف؛ لعموم قوله تعالى: {ولا تعاونوا على الإثم والعدوان}، والله تعالى أعلم.



نقلاً عن شبكة المشكاة الإسلامية.