كرامات الأولياء

هل للأولياء كرامة, حيث نسمع عنهم ذلك، وهل لهم أن يتصرفوا في عالم الملكوت في السماوات والأرض، وهل يشفعون وهم في البرزخ لأهل الدنيا أم لا؟

الإجابة

الأولياء هم المؤمنون أولياء الله هم أهل الإيمان, قال- جل وعلا-: أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ(يونس62-63) هؤلاء هم أولياء الله من الإنس والجن, من الرجال والنساء قال-تعالى-: وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ(التوبة71), ولهم كرامات إذا استقاموا على الإيمان, قد يكرمهم الله بتسهيل قضاء دينهم, بوجود فرج عند الكربة من كرامات الله لهم أن يفرج كربتهم عند إحاطة الأعداء بهم, أو تمكن الأعداء منهم أن يفرج الله لهم حتى يسلموا من شرهم, أو بقضاء دينهم وإزالة عسرهم, أو بإنجائهم من لص, أو من سبع أو ما أشبه ذلك هذه من كرامات الله لهم, وهي النعمة التي تحصل لهم خرقاً للعادة يعني خلاف العادة هذه يقال لها كرامة وهي تكون للأولياء وللرسل، وتسمى في حق الرسل معجزة، وفي حق الأولياء كرامة، لكن ليس له التصرف في الملكوت، ليس لهم التصرف في الكون ولا في السماوات ولا في الأرض، هم مقيدون، ليس لهم التصرف إلا فيما شرع الله، وبما أباح الله لهم، وليس هم يعلمون الغيب، وليس لهم التصرف في السماء ولا في الأرض إلا بإذن الله، إلا فيما شرع الله كالبيع والشراء والزراعة ونحوها مما شرع الله لعباده، أما ظن الصوفية وأشباه الصوفية أن الأولياء لهم تصرف وأنهم يعلمون الغيب هذا باطل، وهذا جهل، الأولياء مثل غيرهم لا يملكون إلا ما ملكهم الله إياه من زراعة من تجارة من غير ذلك، لكن قد يعطيهم الله كرامة تفريجاً لكربهم وتيسيراً لأمورهم فضلاً من الله عليهم عند الحاجة، عند الكربة والحاجة يتيح الله لهم كرامة، مثل ما جرى لأهل الكهف أكرهم الله ومكثوا في كفهم ثلاث مائة سنين وازدادوا تسعاً ولم يصبهم شيء، حتى أماتهم الله الموتة التي كتبها عليهم، ومثل ما جرى لعباد بن بشر وأسيد بن حضير كانوا ليلة عند النبي صلى الله عليه وسلم يسمرون فلما خرجوا من عنده في ليلة ظلماء أضاء سوط كل واحد له نور، حتى وصل إلى بيته، جعل الله في سوطه نور حتى وصل إلى بيته كل واحد، هذه كرامة من الله جل وعلا. ومثل ما جرى لعمرو بن الطفيل لما جاء قومه دوس قال يا رسول الله اجعلي آية يستفيدوا منها، فسأل الله أن يجعل له آية، فجعل له نوراً في وجهه مثل السراج، فقال: يا رب في غير وجهي، فجعله الله في سوطه إذا رفعه أنار كالسراج، فسار آية لقومه، فهداهم الله بأسبابه وأسلموا. هذه كرامة لكن لا يعلمون الغيب ولا يتصرفون إلا بإذن الله سبحانه، وفيما أعطاهم جل وعلا. شكر الله لكم....