الإجابة: الواجب على المؤمن أن يتهم رأيه أمام النصوص من الكتاب والسنة فالقرآن قال الله فيه: {لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} (فصلت: 42) وأما السنة فقال عن صاحبها: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى } (النجم: 3-4)، أما قولك بأنه طلب منطقي فليس بصحيح لمن عرف شديد عقوبة الله وعذابه، وعرف عظيم عفو الله وواسع رحمته، ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للرجل "لا تطيقه أو لا تستطيعه. أفلا قلت: اللهم آتنا في الدنيا حسنة. . . " فوجه إلى سؤال خيري الدنيا والآخرة فحسنة الدنيا تشمل كل ما تحس به حال الإنسان من عافية وسعة رزق وصلاح حال واستقامة عمل وسلامة من الشرور والآفات أما حسنة الآخرة فأعلى ما يكون منها دخول الجنة والنظر إلى الله تعالى فيها وتوابع ذلك من الأمن من أهوال ذلك اليوم وكروبه وشدائده، ثم ختم هاتين الحسنتين بسؤال الله البعد عن أسبابها العقوبة بالنار من ارتكاب المعاصي والتورط في الآثام، فسؤال الوقاية من النار يقتضي سؤال الإعانة على اجتناب المحارم والآثام وترك الشبهات والحرام، وبهذا يتبين أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يوجهه إلى سؤال العافية في الدنيا ومواجهة العقوبة في الآخرة، فتنبه وانتبه رزقنا الله وإياك الفقه في الدين.