عض أعمال الصوفية

عندنا في بلدتنا إذا كان الرجل ممن يعتقد فيهم الصلاح فيجعلون الخلافة لابنه من بعده، وإذا مات هذا الابن يجعلوا خليفةً بدله من أبنائه وهكذا يتوارثونها خليفة بعد خليفة، وكل منهم يعتقدون فيه الصلاح والبركة ويقبل الناس أيديهم، وتأتيهم الأموال والنذور لطلب البركة، فما حكم الشرع في ذلك

الإجابة

هذا من عمل بعض الصوفية المخربين، وهذا لا أصل له في الشرع، بل هذا من الخرافات التي أحدثها بعض أهل التصوف، جعلوا خليفة، وجعلوا ابنه يكون مقامه، وهكذا، كل هذا لا أصل له، واتخاذ بعض الناس للبركة هذا لا أصل له، ولا يجوز اتخاذ أحدٍ للتبرك به، بل هذا من المنكرات ومن وسائل الشرك الأكبر، فإن البركة من الله عز وجل، هو الذي يأتي بها سبحانه وتعالى، ولا تطلب البركة من غيره، فطلبها من زيد أو من عمرو أن يعطيه البركة هذا لا أصله له، بل هذا من الشرك إذا طلبها منه، واعتقد أنه يبارك للناس، وأنه يعطي البركة هو فهذا شرك أكبر والعياذ بالله، وأما إذا ظن أن خدمته أو طاعته فيها بركة؛ لأنه من الصالحين ومن الأخيار فيرجو بهذا الثواب إذا أطاعه أو ساعده في شيء فهذا يختلف إن كان المطاع عالماً من علماء المسلمين أو من عباد والأخيار الذين ينفعوهم بالاستقامة وطاعة الله ورسوله فساعده لله بأن قضى حاجته، بأن زاره في الله ليسلم عليه لأنه من أهل الصلاح، يزوره لله فقط لا لطلب البركة، بل لله يزوره أو يعود المريض، هذا من شأن المسلمين، هذا مستحب من باب التزاور، من باب أن ؟؟؟؟ من باب زيارة الإخوة في الله، هذا حق. أما لطلب البركة فلا يجوز؛ لأنه لا أصل لهذا، وإنما هذا في حق النبي صلى الله عليه وسلم، هو الذي جعله الله مباركاً، فلا بأس أن يقصد لطلب البركة من مائه من عرقه من شعره، وقد جاء في بركته عليه الصلاة والسلام، فلما حلق رأسه في حجة الوداع وزعه بين الصحابة، وكان يعطيهم وضوءه فيتبركون بوضوءه لما جعل الله فيه من البركة، هذا خاصٌ به صلى الله عليه وسلم وليس لغيره، فينبغي لأهل الإسلام أن يعرفوا هذا، وأن يحذروا هذه الخرافات التي فعلها أصحاب التصوف، وهذه الخلافات التي جعلوها هذا خليفة هذا.. هذا لا أصل له، ولا ينبغي أن يتخذ هذا الشيء ولا أن يعطى هدايا ونذور بهذا المعنى. أما إذا أعطاها لفقير مساعدة هدية؛ لأنه يحبه في الله أو لأنه فقير هذا لا بأس به، أما لاعتقاد البركة أو أنه خليفة الشيخ الفلاني خليفة التيجاني، أو فلان الشاذلي أو فلان كذا، لا أصل، هذه أمور باطلة، وهذه أمور منكرة، ووسيلة للشرك نعوذ بالله.