عندي مشكلة مع والدتي منذ أن تزوجت

السؤال: عندي مشكلة مع والدتي منذ تزوجت، وهي تسبب لي المشاكل مع زوجي وأمه، وعندما تراني في تخاصم مع زوجي أو أمه تستبشر، وإذا رأتني في نعمة لا تظهر الفرح أبداً، على عكس ما تفعله مع بنات خالاتي وغيرهن!! وذلك في أدنى الأمور، مع العلم أن لوالدتي خصالاً ذميمة لا تُحمد عقباها -كالتكبر، والفخر بالنسب وبالجاه-، وزيادة على ذلك لا تقبل التوحيد فهي لا تريد فهم عقيدة الولاء والبراء، فكل من يحبها تحبه وإن كان عدواً لله!! وكل من لا يقف معها أو لا يحبها تبغضه، فهي شديدة الحب لنفسها وإن كان ذلك على حساب العقيدة، ومنذ أن علَّمناها أنا وزوجي التوحيد أصبحت تتربص بنا الدوائر، ففي البداية تظاهرت بالقبول ثم ظهرت حقيقتها عند الشدة فحسبنا الله ونعم الوكيل. وزيادة على ذلك فهي تبذر المال بشكل عجيب!! وتريدني أن أفعل مثلها، تشتري أموراً غالية وبكمية كبيرة، ثم لكي تتخلص منها إذا أرادت استبدالها تعطيها لمن قد لا يحتاجها أصلاً، فضلاً أن يكون ذلك ضرورة له، وتسمي ذلك سخاء وصدقة!! وتشتري لي ولأولادي الهدايا الكثيرة، وتريدني أن آخذها جميعاً، وزوجي لا يريد، لأنها في النهاية تمنُّ علينا، وتظهر أمام العائلة بأنها هي التي تُنفق عليَّ وعلى الأولاد، وأن زوجي لا يفعل ذلك!! وظهر فيها الكذب، وأصبحت تزرع الفتنة حتى صار والدي يكره زوجي وأمه بعد أن كان يحبهما. ببساطة أصبحت أبغضها بغضاً شديداً ظهرت أثاره في معاملتي معها إذ نقَصَت مودتي تجاهها بشكل كبير فيما يخص تقبيلها وما شابه، لأني إن استمريت في ذلك يتهمون زوجي بأنه ظالم وأنه يضغط عليَّ وأني مقهورة ومسكينة!! وإن أظهرت لها الحقيقة بالكلام أثارت ضجة كبيرة، وتظاهرت بالمرض الشديد. ووالدي يغضب لأجلها، وإذا خاصم فجر، وأنا لا أتحمل مثل هذه المشاكل بين حمل ونفاس ورضاع. فكيف أعاملها؟ وهل أنا آثمة في عدم قبول كل الهدايا؟ جزاكم الله خيراً.

الإجابة

الإجابة: هذه المسألة يصعب حلها والإجابة عليها في موقعٍ عام، ولذلك لابد من أن تتصل الأخت أو ترسل رسالة مباشرة لأحد طلاب العلم والمشايخ، بل أقول لأحد المتخصصين في الأمور التربوية والنفسية، لأن هذه القضية قضية نفسية واجتماعية أكثر منها في الجوانب الأخرى.

ثانياً: إذا كانت الأخت دقيقة فيما ذكرت فإن أمها تعيش مشكلة نفسية، وقد يكون ذلك من أثر ظروف اجتماعية في بيئتها أو زوجها أو بيتها، فعليها أن تعرض هذه القضية على المتخصصين النفسيين لمعالجتها.

ثالثاً: عليها ألا تلتفت إلى تصرفات أمها، وأن تبرَّ بها مهما فعَلَت، وتتعامل معها بهذه الحالة التي هي فيها، وقد تقول كيف أفعل؟ فأقول:
الالتجاء إلى الله جل وعلا بصدقٍ بالدعاء أن يهدي والدتها.
أن تكثر من الصلاة: {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ} [البقرة: من الآية45].
أن تكثر من الاستغفار، فما تسلطت عليها أمها إلا لذنب اقترفته: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ} [الشورى:30].
أن تحسن إلى أمها بمقدار إساءة أمها إليها.
أن تستعين ببعض أقاربها كأبيها أو أخيها ومَن له مكانة عند أمها لتعالج هذه المشكلة معها.

وإذا فعلت ذلك واستمرت وصدقت مع الله جل وعلا فإنه سيجعل لها من أمرها يسراً، وليس هناك مشكلات مستعصية، ولكن قد تحتاج إلى برنامج نفسي وتربوي واجتماعي، فعليها بمراعاة ما ذُكر والرجوع إلى المختصين في هذه القضايا، ولعله يكون هناك من يُجري دراسة على أمها لبيان حالتها ونقاط الضعف والقوة فيها فتتعامل معها في ضوء ذلك، والله أعلم.



من أسئلة لقاء ركن الأخوات بفضيلة الشيخ.