الإجابة:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه
أجمعين، وبعد:
.. أولاً: قد أتيت كبيرة من كبائر الذنوب، بل هي أكبر الكبائر بعد
الشرك بالله وقتل النفس، قال تعالى: {والذين لا يدعون مع الله إلهاً آخر ولا يقتلون
النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاماً *
يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهاناً * إلا من تاب وآمن وعمل
عملاً صالحاً فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفوراً
رحيماً}، ومن زنى بعدما أحصن فهو عند الله أشد إثماً ممن زنى
قبل إحصانه، ومن زنى بامرأة متزوجة فهو أعظم ذنباً ممن زنى بامرأة لا
زوج لها؛ لأن الذنب يتضاعف وزره بمقدار ما ترتب عليه من مفاسد، وأنت
قد أفسدت على أخيك المسلم زوجه ولطخت فراشه وانتهكت عرضه ولا حول ولا
قوة إلا بالله، فبادر أخي بالتوبة النصوح، وباعد بينك وبين تلك المرأة
التي لا تتقي الله بل تتجاسر على أن تقول على الله ما لا تعلم.
.. ثانياً: إن كان طلاقك هذا حديث نفس لم يتلفظ به لسانك فلا شيء عليك
ولا يقع طلاقاً؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الله تعالى عفا لأمتي عما حدثت به نفسها ما لم
تتكلم أو تفعل"، وإن كان التلفظ باللسان قد وقع وأنت لا تنوي
طلاقاً، فيلزمك كفارة يمين بإطعام عشرة مساكين من أوسط ما تطعمون
أهليكم أو كسوتهم؛ فإن لم تجد فصم ثلاثة أيام متتابعات.
.. ثالثاً: لا تحدث بجرمك أحداً لا زوجتك ولا غيرها واستتر بستر الله؛
فإن الله تعالى حيي ستير، واحمده سبحانه على العافية والستر ولا تعد
إلى مثل هذا العمل القبيح، ولا يتأتى لك ذلك إلا إذا ابتعدت عن جو
المعصية وذلك بمباعدة تلك المرأة والحيلولة دون وصولها إليك أو وصولك
إليها، والله الموفق والمستعان.
نقلاً عن شبكة المشكاة
الإسلامية.