بعض الكبائر

هذه الكبائر التي لا يكفرها إلا الإقلاع عنها، حبذا لو تكرمتم بذكر بعض منها وأخطرها

الإجابة

هذه المعاصي العظيمة الكبيرة المعاصي العظيمة التي جاء فيها الوعيد إما بغضب, أو لعنة, أو نار, أو جاء فيها حد في الدنيا كالسرقة, والزنا, وشرب المسكر, وعقوق الوالدين, وقطيعة الرحم, وأكل الربا, وأكل أموال اليتامى, وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات, والقتل النفس بغير حق وأشباه ذلك مما جاءت فيه النصوص بالوعيد, إما بغضب من الله على فاعله, أو لعنة, أو وعيد من نار, أو حد في الدنيا كحد السرقة والزنا ونحو ذلك هذه الكبائر في أرجح أقوال أهل العلم أن الكبيرة ما كان له حد في الدنيا أو جاء فيه وعيد بنار, أو غضب, أو لعن, وقال بعض أهل العلم يلحق بذلك المعاصي التي ينفى الإيمان عن صاحبها أو يتبرأ منه النبي - صلى الله عليه وسلم - فهي تلحق بالكبائر كقوله - صلى الله عليه وسلم -: (أنا بريء من الصالقة, والحالقة, والشاقة) يعني عند المصيبة الصالقة: التي ترفع صوتها عند المصيبة عند موت أبيها أو أخيها, والحالقة: التي تحلق شعرها أو تنتفه, والشاقة: التي تشق ثوبها وفي لفظ آخر: (ليس منا من شق الجيوب أو ضرب القدود أو دعا بدعوى جاهلية), فهذا يدل على أن هذه من الكبائر عن جمع من أهل العلم لهذا الوعيد ليس منا أنا برئ مثل نفي الإيمان مثل قوله - صلى الله عليه وسلم -: (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه), وقوله: (والله لا يؤمن والله لا يؤمن والله لا يؤمن ، قيل: من يا رسول الله؟ قال: من لا يأمن جاره بوائقه) يعني ظلمه وعدوانه, وما أشبه ذلك من النصوص هذا يقول بعض أهل العلم إنها أيضاً تلحق بالكبائر إذا نفي الإيمان عن صاحبه أو تبرأ منه النبي - صلى الله عليه وسلم - أو قال فيه ليس منا فيلحق بالذنوب التي فيها اللعنة أو الغضب, أو الوعيد بالنار, أو فيها الحد حد السرقة وحد الزنا وحد القذف ونحو ذلك. بارك الله فيكم ، لا أدري عن السحر عن الغيبة عن النميمة سماحة الشيخ هل تلحق بالكبائر أو لا؟ السحر كفر أكبر ؛لأنه لا يتوصل إليه إلا بالشرك بعبادة الجن, ودعوتهم من دون الله ولهذا قال- سبحانه- في السحر عن الملكين وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ فتجعلوا تعليم السحر وتعلمه كفر, وقال في هذه الآيات- سبحانه وتعالى-: وَلَقَدْ عَلِمُواْ لَمَنِ اشْتَرَاهُ يعني السحر مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ يعني من حض ولا نصيب, وقال: وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُواْ واتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِّنْ عِندِ اللَّه خَيْرٌ لَّوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ, فدل على أنهم ضد الإيمان وضد التقوى نسأل الله العافية, فالسحر يتوصل إليه بعبادة الشياطين عبادة الجن من دون الله, والتقرب إليهم بالذبائح والنذور ونحو ذلك, فلهذا روي عنه - صلى الله عليه وسلم - قال: (من سحر فقد أشرك), وقال- عليه الصلاة والسلام-: (اجتنبوا السبع الموبقات ، قلنا: وما هن يا رسول الله؟ قال: الشرك بالله والسحر, وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق, وأكل الربا, وأكل مال اليتيم ,والتولي يوم الزحف, وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات) رواه البخاري ومسلم في الصحيحين, فجعل السحر قرين الشرك وقدمه على القتل؛ لأنه نوع من الشرك وعبادة للجن من دون الله والتقرب إليهم بما يردونه منه من دعاء, أو استغاثة, أو ذبح, أو نذر حتى يعلموه بعض الشيء وهو من طريق الشياطين كما قال- سبحانه-: وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ, فجعل تعليمهم الناس السحر كفراً وضلالاً نسأل الله العافية نسأل الله السلامة, وكذلك الغيبة والنميمة من الكبائر لما جاء فيه من الوعيد, والغيبة ذكر الإنسان أخاه بما يكره بخيل, جبان, شرس الأخلاق, كذا وكذا وكذا, والنميمة نقل الكلام الذي يسبب الفتنة من شخص إلى شخص, أو من جماعة إلى جماعة, أو من قبيلة إلى قبيلة كأن يقول سمعت فلان يقول فيكم كذا أنكم بخلاء, أنكم جبناء, أو يقول لزيد سمعت فلان يقول إنك زناء, أنك خبيث, أنك جبان أنك تتبع مواقف التراب يعني يأتي بأشياء تسبب الفتنة بينه وبين المنقول عنه هذه هي النميمة, والله يقول- سبحانه-: وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَّهِينٍ * هَمَّازٍ مَّشَّاء بِنَمِيمٍ, ويقول الله- جل وعلا-: وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا, ويقول النبي - صلى الله عليه وسلم - عندما سئل عن الغيبة قال: (ذكرك أخاك بما يكره ، قيل: يا رسول الله إن كان في أخي ما أقول؟ قال: إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته وإن لم يكن فيه فقد بهته) فصار المغتاب على شرط إن صدق فهو مغتاب وإن كذب فهو باهت, وقال - صلى الله عليه وسلم -: (رأيت ليلة أسري بي رجالاً لهم أظفار من نحاس يخدشون بها وجوههم وصدورهم فقلت: من هؤلاء؟ فقيل لي: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم), فهذا يدل على شدة الوعيد في هذا وأنها من الكبائر, وقال- عليه الصلاة والسلام-: (لا يدخل الجنة نمام) متفق على صحته, فدل ذلك على أن النميمة والغيبة من الكبائر نسأل الله العافية. جزاكم الله خيراً