هل الصحيح في المزامير الحرمة أو الإباحة؟

السؤال: هل الصحيح في المزامير الحرمة أو الإباحة؟

الإجابة

الإجابة: الجواب أن استعمال المزامير محرم، جاء الوعيد الشديد عليه، فقد صح في صحيح البخاري عن النبي صلى الله عليه وسلم أن قوماً من آخر هذه الأمة يستحلون الخمر والمعازف يمسخون قردة وخنازير، وهذا الوعيد الشديد لا يكون إلا في حق الكبائر المحرمة، وقد جاء في قول الله تعالى: {ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم}، وفسر ذلك بن مسعود وأقسم على تفسيره أنها أنزلت في المزامير والمعازف.

فلذلك على الناس أن يتقوا الله وأن يجتنبوا ما حرم الله عليهم، ومن أحب أن يسمع نشيد أهل الجنة وأن يتمتع بما فيها من الملذات التي لا تنقطع ولا يكدرها مكدر ولا يملها صاحبها فليترك هذه الأمور وهذه القاذورات في الدنيا، لعل الله ينيله ذلك النعيم المقيم الذي لا ينقطع ولا يحول ولا يزول، وتلك اللذة التي لا انقطاع فيها ولا يكدرها مكدر.

إن ملذات الدنيا كلها مملولة، فإذا سمعت شريطاً مرتين أو ثلاثاً أو أربعاً مللته، لكن نعيم الجنة لا يُملُّ وكذلك ملذات الدنيا تنقطع وملذات الجنة لا تنقطع، فاللذة الأولى تبقى مخلدة خالدة حتى لو مر عليها ملايين السنين، ولو جاء بعدها ملايين اللذات تبقى كما هي ويأتي بعدها ما جاء من اللذات الأخرى.

إن على الإنسان إذا استهوته نفسه واستجلبته إلى اتباع شيء مما حرم الله عليه أن يتذكر نعيم الله وما عنده في الجنة، وأن ينزه نفسه عن أن يكون من الذين يرضون بدار الغرور وبما في هذه الدنيا من الملذات المنقطعة التي لا تساوي شيئاً مما في الجنة، فموضع سوط أحدكم في الجنة خير من الدنيا وما فيها، موضع سوط أحدكم في الجنة خير من الدنيا وما فيها.

لذلك أقول: إن على الشباب إذا استهوتهم النفوس إلى شيء مما حرم الله عليهم مباشرة أن يتذكروا ما في الجنة، فإذا تذكروا ذلك رغبوا فيما عند الله وتركوا لله ما حرم عليهم فيكون ذلك سبباً لدخول الجنة، إذا رأى الناس ما فيه أهل الدنيا من الاختلاط المحرم ومن الدخول على النساء فليتذكر أهل الإيمان نساء الجنة، وما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم في أوصافهن أن إحداهن لو سفرت عن وجهها لأضاء لها ما بين المشرق والمغرب، ولو بصقت في البحر لصار كالعسل من بصاقها، وحواجبها مثل الهلال في الاستقواس والسعة، ويرى مخ ساقها من خارجه من الصفاء، وكذلك ما في الجنة من أنواع الملذات الأخرى.

وليتذكر الإنسان كذلك في المقابل ما في النار من العذاب الأليم، نسأل الله السلامة والعافية، إن زقوم أهل النار الذي يشربونه لو وقعت منه قطرة واحدة في الأرض لأهلكت الحرث والنسل ولخبثت كل ما فيها من أنواع المطاعم والمشارب، قطرة واحدة من زقوم أهل النار لو قطرت في الأرض لخبثت كلما فيها من الأرزاق، فعلينا أن نتذكر ما عند الله من النعيم المقيم الذي لا ينقطع، وأن نتذكر كذلك ما عنده من العذاب الشديد وأن نجتنب ما حرم علينا.



نقلاً عن موقع فضيلة الشيخ الددو على شبكة الإنترنت.