الإجابة:
هذه من أخطر مشكلات التعارف على النت، فالتعارف يجعل الشاب يكون صورة
من مخيلته عن التي يتعرف عليها، وبطبيعة الحال سيكوّن الذهن صورة
تطابق أمنية النفس، وهي صورة جميلة تلتقطها النفس من صور الذاكرة في
المخ، ثم يتعلق القلب بهذه الصورة الوهمية، ومع الأيام يكبر الوهم،
وكذلك تفعل الفتاة، فإذا كان صادقا يريد الزواج، ثم جاء لترى العين
مدى تطابق الصورة الذهنية مع الواقع، تحدث المفاجأة أحيانا، فيتبدد
الوهم عند المشاهدة، وتتبدد معه وتطير كل مشاعر الحب الخدّاعة التي
تعلقت بذلك الوهم، وتُصدم الفتاة، أو يُصدم الشاب، وقد حدث بسبب ذلك
مآسي بل كوارث أسرية فالصدمات النفسية أحيانا تكون أشد من الصدمات
الجسدية، لاسيما في العشق؛ ذاك المرض الفتاك.
ولهذا أنصحك أن تواجهي الحقيقة الآن، خير لك من أن تستمري بالوهم، لا
تتزوجيه وهو لا يرغب فيك ذاتيا، ولا تدفعيه إلى أن يتزوج محرجا، ثم
بعد الزواج تتغير مشاعره وتتحول إلى كراهية، واعلمي أن الخطأ الذي
ارتكبتيه بالتعرف على شاب أجنبي عنك ستترتب عليه أخطاء أخرى، وإذا لم
تعالجي الأمر من الآن، فسوف تتراكم الأخطاء.
أولا توبي إلى الله تعالى مما فعلت، وثانيا فوضي الأمر إلى الله
تعالى، وتخلصي من هوى النفس، وثالثا دعيه فإن أصر على الزواج، فلعل
الله تعالى شرح صدره لخير، وإن كان مترددا فلا تبادري بشيء بل احفظي
كرامتك خير لكِ.
والله أعلم.