حكم "تركيب" الأسنان

السؤال: عندى بعض الاسنان متسوسة، وقال لي الطبيب: إنه سينزعها ويضع أخرى بدلاً منها (تركيب أسنان)؛ فهل يعد هذا تبديلاً لخلق الله؟

الإجابة

الإجابة:

الحمدلله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

فلا حرج في تركيب أسنان صناعية للضرورة، والحاجة الصحية، كمن سقطت أو تلفت أسنانه أو بعضها؛ لأن ذلك من باب العلاج وإزالة العيب المأذون فيه شرعاً، إذا لم يترتب عليه ضرر.

ولا خلاف -فيما نعلم- في جواز اتخاذ السن من أي مادة كانت، وإنما اختلف العلماء في اتخاذ السن من الذهب؛ فأجازه الجمهور؛ قياساً على الأنف واحتجوا بحديث عَرْفَجَة بن أسعد رضي الله عنه قال: "أصيب أنفي يوم الكُلَاب في الجاهلية، فاتخذتُ أنفًا من وَرِقٍ، فأنتن عليَّ، فأمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أتخذ أنفًا من ذهب"؛ رواه الترمذي والنسائي وأبو داود، والسن في معنى الأنف.

قال الكاساني في "بدائع الصنائع": "وأما شد السن المتحرك بالذهب، فقد ذكر الكرخي رحمه الله أنه يجوز، ولم يذكر خلافاً.

وذُكر في الجامع الصغير أنه يكره عند أبي حنيفة، وعند محمد لا يُكره، ولو شدها بالفضة، لا يُكره بالإجماع".

وعليه: فيجوز للسائلة تركيب تلك الأسنان من أي مادة مباحة، كالبرسلين أو الإمفيرم –مثلا- ولا يعدُّ ذلك تغييرا لخلق الله، ولا نعلم في ذلك خلافًا بين أهل العلم،، والله أعلم.