صلاة آخر جمعة فى رمضان

السؤال: ما صحة الحديث الذى ورد فى فضل الصلاة فى آخر جمعة من شهر رمضان؟ حيث ورد فيه: "لمن فاته صلاة فى حياته عليه أن يصلى 4 ركعات بتشهد واحد، وأن يقرأ فاتحة الكتاب وسورة الكوثر والقدر 15 مرة فى كل ركعة، على أن تكون نيته كفارة لما فاته من صلوات، وعن فضلها: أنها مكفرة لـ 400 سنة، وقال الإمام على -رضى الله عنه وأرضاه-: إنها مكفرة لـ 1000 سنة".

الإجابة

الإجابة:

الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ ومن والاهُ، أمَّا بعدُ:

فإن ما ذكره السائل، ليس حديثًا؛ فلا أصل له في كتب السنة، وعلامات الوضع ظاهرة عليه، وقد ذكر الشوكاني رحمه الله: حديثًا بهذا المعنى في كتابه "الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة" (ص 54)، ونصه: "من صلى في آخر جمعة من رمضان الخمس الصلوات المفروضة في اليوم والليلة، قضت عنه ما أخل به من صلاة سنته".

ثم قال رحمه الله: "هذا موضوع لا إشكال فيه، ولم أجده في شيء من الكتب التي جمع مصنفوها فيها الأحاديث الموضوعة، ولكنه اشتهر عند جماعة من المتفقهة بمدينة صنعاء، في عصرنا هذا، وصار كثير منهم يفعلون ذلك، ولا أدري من وضعه لهم؛ فقبح الله الكذابين". انتهى.

وراجع فتوى: "حكم العمل بالحديث الضعيف والموضوع".

ثم إن من فاتته صلوات لم يصلها لعذر، لا يكفرِّها إلا قضاؤها، فكيف بالصلاة المتروكة عمدًا والتي لا يكفرها إلا التوبة إلى الله - عز وجل - توبة نصوحًا؟"؛ وراجع: "حكم تارك الصلاة"، "حكم قضاء الصلاة التي تُركت عمدًا"،، والله أعلم.