الامتناع عن الكلام!!

السؤال: تقدم لخطبتي كثيرون ولم أوفق، أنا وحيدة! الكل بعيد عني ومشغول بنفسه! أريد الحفاظ على نفسي بالحلال، دعوت الله كثيراً ولمدة طويلة ولم أوفق، أوصتني امرأة حافظة لكتاب الله أن أمتنع عن الكلام مع الناس لمدة أربعين يوماً، وعند انتهائها سيقضي الله حاجتي، فهل أفعل؟

الإجابة

الإجابة: الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:

- أولاً: اعلمي أن كل شيء بقدر، وأن الله تعالى إذا قضى أمراً هيأ له الأسباب، وقد قال سبحانه: {وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شر لكم} فلا تجزعي.

- ثانياً: على المرء أن يأخذ بالأسباب والله يفعل ما يريد، ومن بين الأسباب الشرعية الدعاء بآدابه المرعية، ولا يقولن امرؤ: دعوت الله كثيراً ولم أوفق!! بل الواجب الإلحاح في الدعاء، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن تعجل له دعوته، وإما أن يدخرها له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها" (رواه أحمد)، وليس لهذا الدعاء أمد ينتهي عنده، بل المداومة مطلوبة حتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "يستجاب لأحدكم ما لم يعجل يقول: دعوت فلم يستجب لي" (متفق عليه).

- ثالثاً: لا يشرع في ديننا الصمت لمدة معلومة طلباً لقضاء حاجة، بل هذه من الطرق البدعية المنهي عنها، وقد قال ابن عباس رضي الله عنه: بينا النبي صلى الله عليه وسلم يخطب إذا هو برجل قائم، فسأل عنه؟ فقالوا: أبو إسرائيل نذر أن يقوم ولا يقعد ولا يستظل ولا يتكلم ويصوم! فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "مره فليتكلم وليستظل وليقعد وليتم صومه"، ولما رأى أبو بكر رضي الله عنه امرأة في الحج لا تتكلم قال لها: "هذا من فعل الجاهلية" (رواه البخاري)، ومن أوصت بذلك فعليها التوبة إلى الله مما قالت.

- رابعاً: أكثري من الاستغفار، فمن لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجاً ومن كل ضيق مخرجاً، ورزقه من حيث لا يحتسب، وأكثري من الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم لتكفي همك ويقضى دينك، والله تعالى أعلم.



نقلاً عن شبكةالمشكاة الإسلامية.