القول الواضح في الاستواء

قال زوجي في إحدى خطب الجمعة: إن الله في السماء، مستو على العرش، بائن من خلقه، وهو في السماء السابعة، فذهب أحد الناس يستنكر عليه وشنع به، ونطلب من سماحتكم القول الواضح في هذا الموضوع؟ جزاكم الله خيراً؟.

الإجابة

قد أحسن زوجك فيما قال ، وأصاب الحق فيما قال ، فالله - سبحانه وتعالى - فوق العرش ، فوق جميع السماوات ، فوق جميع الخلق ؛ كما قال عز وجل: إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ [(54) سورة الأعراف]. والاستواء معناه : العلو والارتفاع ، يعني ثم على العرش وارتفع عليه - سبحانه وتعالى -. فهو فوق العرش وعلمه في كل مكان عند أهل السنة والجماعة ، وهذا هو الذي جاءت به الرسول - عليهم الصلاة والسلام - وعلى رأسهم نبينا وإمامنا محمد - عليه الصلاة والسلام - وهو قول أصحاب النبي جميعاً - رضي الله عنه - كلهم درجوا على أن الله في العلو فوق العرش فوق جميع الخلق وعلمه في كل مكان - سبحانه وتعالى - ؛ كما قال - جل وعلا-: فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ [(12) سورة غافر]. وقال: وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ [(255) سورة البقرة]. فله العلو الكامل - سبحانه وتعالى - من جميع الوجوه: علو الذات ، وعلو القدر والشرف ، وعلو السلطان والقهر - سبحانه وتعالى -، فهو فوق العرش ، فوق جميع الخلق ، استوى على العرش استواءً يليق بجلاله وعظمته؛ كما قال سبحانه: الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى [(5) سورة طه]. قال هذا في سبعة مواضع من كتابه العظيم ، فالواجب على كل مسلم وعلى كل مسلمة الإيمان بذلك، والإمرار للصفات كما جاءت من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل. وإنكار الاستواء من مذهب الجهمية، مذهب أهل البدع ، فالواجب على أهل الإسلام ذكوراً وإناثاً أن يؤمنوا بذلك ؛ كما جاء في القرآن العظيم ، وأن يسيروا على نهج أهل السنة في إثبات علو الله فوق جميع الخلق ، فوق السماء السابعة ، فوق جميع الخلق ، فوق العرش ؛ لأن العرش فوق السماء السابعة ، فوق السماء السابعة الكرسي ، ثم هناك بحر بين أسفله وأعلاه كما بين السماء والأرض ، ثم بعده العرش ، العرش فوق الماء، العرش ..... وأعلاها، والله فوق العرش - سبحانه وتعالى - فوق جميع الخلق - جل وعلا- ، ولهذا قال سبحانه: إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ [(54) سورة الأعراف]. وقال عز وجل: الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى [(5) سورة طه]. ثم قال : ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا [(59) سورة الفرقان]. في آيات سبع ، كلها دالة على علوه، وفوقيته ، واستواءه على عرشه - سبحانه وتعالى - ، فالذي أنكر على زوجكِ هو الذي أخطأ وغلط ، وقد وافق أهل البدع، وخالف أهل السنة ، وأما زوجك وإخباره بأنه فوق العرش، فوق السماء ، فوق جميع الخلق فقد أصاب ، ووافق أهل السنة ، ووافق الكتاب والسنة ، وخالف أهل البدع ، فنسأل الله لنا ولكم ولزوجكِ ولجميع المسلمين التوفيق والهداية ، والاستقامة على الحق.