طبيب يعمل بالعمليات الطارئة فيتأخر أحياناً عن الصلاة

طبيب يعمل بالعمليات الطارئة، مما يؤدي أحيانا إلى انشغاله عن الصلاة حتى خروج الوقت، ماذا يصنع، قيل له: إنه في تلك الحالة عليه أن يؤدي الصلاة بأية طريقة، فما هي هذه الطريقة؟

الإجابة

الواجب على المسلم أن يصلي الصلاة في وقتها، وألا يشغل عنها بشيء، اللهم أن يكون شيء من الضرورات التي لا حيلة فيها، مثل إنقاذ غريق أو إنقاذ حريق وصد هجوم عدو يخشى منه، فهذا لا بأس أن تؤخر الصلاة ولو خرج وقتها، أما الأمور العادية التي لا خطر فيها فلا يجوز تأخير الصلاة من أجلها، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه حاصر أهل مكة المدينة يوم الأحزاب أخر صلاة الظهر والعصر إلى بعد المغرب، وفي رواية أخر صلاة العصر إلى بعد المغرب، من شغله بالقتال، وثبت أن الصحابة لما حاصروا تستر وانفلق الفجر والقتال قائم والناس على الأسوار وعلى الأبواب أجلوا صلاة الفجر حتى فتح لهم ثم صلوها ضحى، لئلا يفوت الفتح ولئلا يتراجع الكفار فإذا كان مثل هذا جاز التأخير لأنه شيء ضروري، ومثل إنقاذ حريق، حريق وقع في البيت أو غريق في نهر أو شبهه، فبادر بإنقاذه أو بإنقاذ أهل بيت من الحريق فإنه يجوز ذلك ولو قدر أنه تفوته الصلاة في وقتها بهذا السبب، لأن إنقاذ النفوس المسلمة المعصومة له أهميته العظمية، ولأن هذا الخطر قد لا يستدرك لو قدم الصلاة، فتفوت المصلحة فجاز التأخير لأنه شيء لا يفوت الصلاة كما يؤخر الإنسان بالجمع للمرض ونحوه، فهذا أعظم من ذلك إذا جاز تأخير الظهر إلى العصر والمغرب إلى العشاء للمرض والسفر فجواز تأخيرها عن وقتها أو تأخير العشاء عن وقتها أو الفجر عن وقتها لإنقاذ غريق أو حريق ونحو ذلك أسهل وأولى.