الأيمان المتتابعة عليها كفارة واحدة

إنني حلفتُ بيمين تبع يمين على أنني لا أتعاطى الدخان مرةً أخرى، لكن لم أستطع محاربة ذلك، وعدت مرةً أخرى لتعاطيه، فهل هذا الحلف بمعنى طلاق أو حلف بالله؟

الإجابة

إذا حلفت بالله مرات كثيرة أنك لا تعود إلى التدخين أنك لا ترجع إلى التدخين كأن تقول والله ما أشرب الدخان والله ما أشرب الدخان والله لا أعود إليه ولو خمس مرات ولو عشر مرات ولو مائة مرة ثم عدت عليه فعليك التوبة إلى الله وعليك كفارة واحدة فقط؛ لأنها على شيء واحد، فعليك كفارة يمين وهي إطعام عشرة مساكين لك واحد نصف صاع من التمر أو غيره من قوت البلد، أو كسوتهم أو عتق رقبة إن تيسر لك، فإن عجزت عند ذلك صمت ثلاثة أيام، وعليك التوبة إلى الله من التدخين والجد والنشاط في محاربته والصبر والمصابرة وصحبة الأخيار الذين لا يشربونه، وإذا فعلت هذا أعانك الله - عز وجل - لكن لا تصحب الذين يشربونه إذا صحبتهم رجعت إليه فعليك أن تحارب ذلك وأن تترك صحبة من يشربه حتى لا تعود إليه، فإنه خبيث مضر ومحرم فالواجب تركه والحذر منه ولا يجوز بيعه ولا شراءه ولا التجارة فيه لا في البقالات ولا في غيرها، بل يجب أن يترك ويحارب لمضرته العظيمة وقبحه والله يقول - سبحانه وتعالى - : يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ [(4) سورة المائدة]. فالله ما أحل لنا إلا الطيبات وهو ليس من الطيبات بل هو من الخبائث المحرمة. وقال - سبحانه وتعالى - : وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ [(157) سورة الأعراف]. هكذا بعث الله النبي - صلى الله عليه وسلم - يحل الطيبات ويحرم الخبائث، فالدخان فيها خبائث منكرة، المضرة ببدن الإنسان وصحته ومسببة لأمراض كثيرة وخطيرة وهكذا بقية المسكرات والمخدرات كلها ضرر عظيم يجب أن تحارب -نسأل الله للمسلمين الهداية والعافية منها-. بارك الله فيكم.