وجوب احترام قبور المسلمين وعدم امتهانها

السؤال: وجوب احترام قبور المسلمين وعدم امتهانها

الإجابة

الإجابة: الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، نبينا محمد وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد ورد إليّ رسائل كثيرة مضمونها استنكار ما يقع من بعض الناس من الاستهانة بالقبور وعدم احترامها، فرأيت أن أكتب في ذلك هذه الكلمة للتنبيه والتحذير نصحاً لله ولعباده، فأقول: قد دلت الأحاديث الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم على وجوب احترام الموتى من المسلمين وعدم إيذاءهم، ولا شك أن المرور عليها بالسيارات والتركتلات والمواشي وإلقاء القمامات عليها كل ذلك من الاستهانة بها وعدم احترامها، وكل ذلك منكر ومعصية لله ولرسوله وظلم للأموات واعتداء عليهم.

وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم النهي والتحذير عما هو أقل من هذا كالجلوس على القبر أو الاتكاء عليه ونحوه، فقال عليه الصلاة والسلام: "لا تصلوا على القبور ولا تجلسوا عليها" (رواه مسلم في صحيحه)، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لأن يجلس أحدكم على جمرة فتحرق ثيابه وتخلص إلى جلده، خير له من أن يجلس على قبر" (خرجه مسلم أيضاً)، وعن عمرو بن حزم قال: رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم متكئاً على قبر، فقال: "لا تؤذ صاحب هذا القبر" أو "لا تؤذه" (رواه أحمد).

فالواجب على جميع المسلمين احترام قبور موتاهم، وعدم التعرض لها بشيء من الأذى كالجلوس عليها والمرور عليها بالسيارات ونحوها وإلقاء القمامات عليها وأشباه ذلك من الأذى.

وفق الله المسلمين جميعاً لما فيه صلاح أحيائهم، وسلامة أمواتهم من الأذى، ورزق الله الجميع الفقه في الدين، والوقوف عند الحدود الشرعية، إنه سميع قريب، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.



مجموع فتاوى و رسائل الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز. المجلد الرابع.