توفي والدي، وأريد أن أقدم له عملاً يزيد من حسناته ويخفف من سيئاته، فبماذا يتمثل هذا العمل؟

توفي والدي يرحمه الله، وكنت أراه -والحمد لله- مداوماً على الصلاة محافظاً على الخير، وأريد أن أقدم له عملاً يزيد من حسناته ويخفف من سيئاته، فبماذا يتمثل هذا العمل -جزاكم الله خيراً-، هل هو بتلاوة القرآن وإهدائه له، أو التصدق؟

الإجابة

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعد: فإن بر الوالدين من أهم الواجبات، ومن أعظم الفرائض، كما قال الله -جل وعلا- في كتابه العظيم: وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً[الإسراء: 23]، وقال -سبحانه-: أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ[لقمان: 14]، فبرهما من أهم القربات وأفضلها، وقد سئل النبي -صلى الله عليه وسلم- فقيل: يا رسول الله! هل بقي من بر أبوي شيء أبرهما به بعد وفاتهما؟ قال: (الصلاة عليهما، والاستغفار لهما، وإنفاذ عهدهما من بعدهما، وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما، وإكرام صديقهما)، كل هذا من حقهما، فنوصيك أيها السائل بكثرة الدعاء، كثرة الدعاء لوالديك، لأبيك وأمك، والصدقة عنهما كذلك بالقليل والكثير، على الفقراء والمحاويج، ولا سيما فقراء الأقارب، بالنية عن والدك أو عن والديك جميعاً، وعن نفسك معهما كذلك، وإذا كان له وصية شرعية تنفذها كالايصاء بالثلث أو الربع في أعمال البر، في وجوه الخير، في ضحايا في حج، في صدقات، عليك التنفيذ، كذلك صلة الأقارب من أعمامك وبني عمك وأجدادك، تصلهم وتحسن إليهم بالهدية بالصدقة بالدعاء بالزيارة، كذلك الأصدقاء إذا كان له أصدقاء تكرمهم أيضاً وتحسن إليهم، كل هذا من حق والدك، ومن حق أمك أيضاً. أما القراءة لهما فغير مشروع، لم يرد في الشرع القراءة للأموات، تقرأ لنفسك وتسأل ربك أن يتقبل منك وأن يثيبك، أما إهداء القرآن إلى غيرك لا، لم يثبت في الشرع، لكن الدعاء للوالدين والصدقة عنهما، والحج عنهما، والعمرة عنهما بعد وفاتهما كل هذا طيب، إكرام أصدقائهما بالصدقة بالزيارة، إكرام أقاربك من أبيك وأمك من أعمام وعمات وأخوال وخالات وغيرهم، كل هذا من بر والديك، وفق الله الجميع.