الصبر على الاستقامة

السؤال: شابٌ التزم، ولكنَّ أصحابه يعيبونه ويطعنون فيه بسبب تركه لكثير من المحرمات، فما قولكم فيه؟

الإجابة

الإجابة: إن الإنسان إذا سلك طريق الجنة وطريق الالتزام لا بد أن يجد بعض العناء والمضايقة، ولذلك قال ورقة بن نوفل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنه لم يأت رجلٌ قط بمثل ما جئت به إلا عودي، وإن يدركني يومك أنصرك نصراً مؤزراً"، وإذا حصل للإنسان شيء من المضايقة على أساس الدين فليحمد الله على ذلك فهي رتبة من رتب الإيمان، وقد قال الله تعالى: {فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ}، فمن أوذي في سبيل الله فقد نال رتبة من رتب الإيمان، ولهذا قال مالك رحمه الله حين جُلد قال: "أحمد الله حين جلدت على ما جلد عليه محمد بن المنكدر وربيعة بن أبي عبد الرحمن ولا خير فيمن لم يجلد على هذا الأمر"، وفي رواية: "ولا خير فيمن لم يؤذ في هذا الأمر".

فلذلك إذا آذاه أصحابه وتكلموا فيه فليعلم أنها سنة الناس في أذى الأنبياء والصالحين والمستقيمين من قبل، فلا يضق ذرعاً بذلك، بل عليه أن يحمد الله عليه، وليعلم أنه معلم من معالم طريق الهداية وطريق الحق.



نقلاً عن موقع فضيلة الشيخ الددو على شبكة الإنترنت.