عثرت على مال ضائع، فماذا أصنع؟

السؤال: أنا شاب أعمل في محل لبيع شرائح الجوالات، ووجدت داخل المحل مبلغاً من المال، وقد شككت في أن يكون قد وقع من واحد بعينه من الزبائن، والرجل الذي شككت أنه صاحب المبلغ لم يأت إلي بعد هذه المرة، فماذا أفعل في هذا المبلغ؟ أفيدونا أفادكم الله علماً بأن لدي ديوناً فهل أسدد به ديوني أو أنتظر؟ وما هي الفترة الممكنة للانتظار في هذه الحالة؟

الإجابة

الإجابة: الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فهذا المبلغ يأخذ حكم اللقطة، فواجب عليك تعريف هذا المبلغ سنة قمرية كاملة، فإن جاء طالبه دفعت به إليه، وإلا جاز لك الانتفاع به، فإذا وجدت هذا المبلغ مثلاً في الأول من جمادي 1427ه فعليك تعريفه عاماً كاملاً؛ بأن تضع إعلاناً تطلب ممن فقد مبلغاً من المال أن يأتي إليك أو يتصل بك، ويستمر إعلانك إلى مثل ذلك اليوم من العام الآتي؛ فإن لم يأت من يعرفه جاز لك أن تسدد به ديونك أو تنتفع به في أي وجه مشروع.

والأصل في ذلك حديث زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه أن رجلاً سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن اللقطة قال: "عرِّفها سنة؛ ثم اعرف وكاءها وعفاصها؛ ثم استنفق بها؛ فإن جاء ربها فأدِّها إليه"، قالوا: يا رسول الله فضالة الغنم؟ قال: "خذها؛ فإنما هي لك أو لأخيك أو للذئب"، قال: يا رسول الله فضالة الإبل؟ قال: فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى احمرت وجنتاه أو احمر وجهه ثم قال: "ما لك ولها؟ معها حذاؤها وسقاؤها حتى يلقاها ربها" (رواه الشيخان)، وهذا الحديث يفيد أن طالبها لو جاء بعد انتفاعك بالمبلغ وجب عليك رده إليه، والله تعالى أعلم.



نقلاً عن شبكة المشكاة الإسلامية.