هل لهذين الخطيبين من توبة وقد زنيا؟

السؤال: فتاة المفترض أنها على قدر كبير من الالتزام، ولكن تربطها علاقة بشاب ملتزم ينويان الزواج قريبا بعد الانتهاء من ‏بعض الالتزامات. لكن في الفترة الأخيرة ازدادت لقاءاتهم وهما دائمان يقولان أنهما زوجان أمام الله وأنهما قريبا سيتزوجان بشكل رسمي. لكن حدث والعياذ بالله أنه زنا بها لمدة ثوانٍ، وهي لا تعرف هل ملامسته فرجها بدون ‏حائل يعد زنا؟ الكارثة أنهما أفاقا فورا وهما في حالة ذهول فكيف بذلك الشاب الذي يدعو الجميع يصبح زانٍ؟ وكيف ‏بها الفتاة الناصحة الملتزمة تصبح كذلك؟ هو قال لها أنهما قد سقطا أمام الله للأبد حتى لو تزوجا، ويقول لها أنه ينبغي ‏أن نتوب فترة أولا (عدة أسابيع ) ثم أتقدم لخطبتك. هي تتعذب ولا تدري ماذا تفعل فورا كي يغفر الله لها. هي تشعر ‏أنها تحلم، وتموت من الخوف من الله، وأي شيء على استعداد لتنفيذه في مقابل رضا الله.‏

الإجابة

الإجابة: لهذا حذر النبي صلى الله عليه وسلم من الخلوة فالشيطان ثالثهما. وأما الزنا فهو معروف لا يسمى زانيا إلا فيما يجب فيه الحد، وهو الجماع في الفرج. لكنهما وقعا في الإثم أو في زنا اللمس، فضلا عن زنا النظر والسمع. غير أن ‏هذا لا يجعل نكاحهما محرمًا، فلهما أن يتزوجها بغير خلاف.‏‎

‎ والمهم الآن أن يتوبا من العلاقة التي لم تكن تراعي حدود الله، وأن يتقيا الله في علاقتهما التي ليست على وفق شريعة ‏الله تعالى؛ فالواجب أن لا يتصلا ببعضهما بأي وسيلة حتى يتزوجها، وأما قولهما ( زوجان أمام الله ) فهذا باطل؛ ‏فالزواج لا يكون زواجا عند الله إلا إن استكمل شروطه بالولي والشهود والعقد، وعليهما أن ينفصلا من الآن عن ‏العلاقة بينهما، وإذا أراد أن يتزوجها فلا مانع شرعا من ذلك. وأما قوله سقطا عند الله، فالتوبة تجبّ ما قبلها، والتائب ‏من الذنب كمن لا ذنب له، وما وقع منهما يمكن إصلاحه بالتوبة، وهو ليس زنا لكنه مقدماته، ورحمة الله وسعت كل ‏شيء، وعلى المسلم إن أخطأ أن يبادر إلى التوبة.‏‎

‎ والله أعلم.‏