تفسير قوله تعالى لقد تاب الله على النبي

قال الله-تعالى-: لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ[التوبة:117]، إلى قوله-عز وجل-: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ[التوبة:119]، يسأل عن تفسير الآيات القرآنية الكريمة؟

الإجابة

معناها واضح يخبر-سبحانه وتعالى- أنه تاب على النبي والمهاجرين والأنصار بسبب أعمالهم الطيبة واتباعهم للرسول - صلى الله عليه وسلم -ساعة العسرة وهي غزوة تبوك, فيذكر أنه تاب عليهم أنه تاب عليهم وأكد التوبة مرة أخرى بسبب أعمالهم الطيبة, وبسبب جهادهم في سبيل الله فتاب عليهم وعفا عنهم وغفر لهم- سبحانه وتعالى- بسبب أعمالهم الصالحة وتوبتهم الصادقة وهكذا الثلاثة الذين خلفوا وهم كعب بن مالك وصاحباه تخلفوا عن غزوة تبوك بسبب شيء من الكسل والتساهل حتى فاتهم الغزو وصار تخلفهم من دون العذر، فلما قدم النبي-صلى الله عليه وسلم -من تبوك وسألهم أخبروه أنه لا عذر لهم وإنما هو تساهل حتى فرط الأمر، فأمر النبي-صلى الله عليه وسلم- بهجرهم وعدم تكليمهم حتى يقضي الله فيهم، فمضى عليهم خمسون ليلة وهم مهجورون لا يكلمهم أحد، ثم أنزل الله توبتهم في هذه الآيات في قوله: وعلى الثلاثة... فتاب الله عليهم, وكلمهم النبي-صلى الله عليه وسلم-وأمر الناس وأذن لهم بتكليمهم بسبب الصدق،ولهذا قال الله تعالى: اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ، فالصدق عاقبته حميدة، والكذب عاقبته وخيمة, فهؤلاء الثلاثة صدقوا, وصبروا فتاب الله عليهم, وعفا عنهم- سبحانه وتعالى-.