معرفة البلاء من العقاب

إذا ابتلي أحد بمرض أو بلاءٍ سيءٍ في النفس أو المال فكيف يُعرف أن هذا الابتلاء هو امتحان له أو غضب من عند الله؟

الإجابة

هذا يحتمل, والمؤمن طبيب نفسه وخصيب نفسه, فالله-عز وجل- يبتلي عباده في السراء والضراء, والشدة والرخاء, فقد يبتليهم بها لرفع درجاتهم وإعلاء ذكرهم, ومضاعفة حسناتهم كما يقع للأنبياء والرسل عليهم-الصلاة والسلام- والصلحاء من عباد الله كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (أشد الناس بلاءً الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل), وتارة يقع ذلك بسبب المعاصي والذنوب وتكون العقوبة معجلة, كما قال-سبحانه-: وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ, فالغالب على الإنسان التقصير وعدم القيام بالواجب, فما أصابه فهو بسبب ذنوبه وتقصيره في أمر الله, ولو فرضنا أن واحداً من عباد الله ابتلي بشيء من الأمراض أو نحوها وهو لم يفعل شيئاً فإن هذا يكون من جنس الأنبياء والرسل, يكون رفعاً في الدرجات وتعظيماً للأجور, وليكون قدوة لغيره يتأسى به غيره في الصبر والاحتساب, فالحاصل أنه قد يكون البلاء لرفع الدرجات وإعظام الأجور كما يقع للأنبياء وبعض الأخيار, وقد يكون ذلك بسبب المعاصي كون عقوبة له كما هو الغالب على الناس أنهم يستحقون عقوبة الله بإصرارهم على المعاصي وعدم المبادرة بالتوبة, ولا حول ولا قوة إلا بالله.