صلة الرحم واجبة حسب الطاقة الأقرب فالأقرب، وفيها خير كثير ومصالح جمة، والقطيعة محرمة ومن كبائر الذنوب؛ لقوله عز وجل: فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ[1]، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا يدخل الجنة قاطع رحم))[2] أخرجه مسلم في صحيحه، وقوله صلى الله عليه وسلم لما سأله رجل قائلاً: ((يا رسول الله من أبر؟ قال: أمك، قال ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال ثم من؟ قال في الرابعة: أباك ثم الأقرب فالأقرب))[3] أخرجه مسلم أيضاً، وفي الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه))[4]، والأحاديث في هذا المعنى كثيرة، والواجب عليك صلة الرحم حسب الطاقة، بالزيارة إذا تيسرت، وبالمكاتبة وبالتلفون - الهاتف - ويشرع لك أيضاً صلة الرحم بالمال إذا كان القريب فقيرا، وقد قال الله عز وجل: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ[5]، وقال سبحانه: لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلا وُسْعَهَا[6]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم))[7] متفق على صحته، وفق الله الجميع لما يرضيه.
[1] سورة محمد الآيتان 22 – 23.
[2] رواه مسلم في البر والصلة برقم 4637، وأبو داود في الزكاة برقم 1445.
[3] رواه الترمذي في البر والصلة برقم 1819، وأبو داود في الأدب برقم 4473.
[4] رواه البخاري في الأدب برقم 5527، ومسلم في البر والصلة برقم 4639.
[5] سورة التغابن الآية 16.
[6] سورة البقرة الآية 286.
[7] رواه البخاري في الاعتصام بالكتاب والسنة برقم 6744 واللفظ له، ورواه مسلم في الحج برقم 2380.