الإجابة:
الحمد لله والصلاة والسلام على نبيّنا محمد وعلى آله وصحبه وبعد :
لايجوز
فقد قال تعالى: {إِنَّمَا يُرِيدُ
الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ
فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ
وَعَنِ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ }، فقد بيّن في
هذه الآية أن من أسباب تحريم الخمر، والميسر، صدهما عن ذكر الله وعن
الصلاة ، فدلّ على أنّ ما يصدّ عن ذكر الله والصلاة ، حكمه التحريم ،
فعموم العلة يعمّم الحكم
قال الناظم : وقد تخصص وقد تعمّم ** معلولها لكنها لاتخرم
ومعلومٌ أن لعب هذه اللعبة على وجه مباح ، يختلف عن مشاهدها على
النحو الذي ينتشر في الإعلام ، فالمشاهدة تشغل عن ذكر الله ، وتصدّ
الناس عن الصلاة ، بلا ريب ، وحتى لو صلّى من تعلق قلبه بها ، فإنّه
يخرج للصلاة كارها ، متثاقلا ، وقلبه متعلق بهذه اللعبة ، أشدّ من
تعلق الجائع بطعامه ، والعطشان بالماء ، ويذهب للصلاة منزعجاً قلبُه
أشدّ من إنزعاج الحاقن في صلاته ،وقد نهي عن صلاة المصلي وهو حاقن !
إضافة إلى ما فيها من وقوع النظر إلى ما حرّم الله ، على وجه لايمكن
تجنّبه ، وتعلّق القلب بانتصارات وهميّة ، لأناس كفّار في لهوٍ ،
ولعب ، لايبتغون غير هذه الدنيا ، وملذّاتها ، وهم بالآخرة هم
كافرون ، فيُثمر ذلك حبَّهم ، واتخاذهم قدوة ، وبئس القدوة هم ، كما
يثمر التشبه بهم ، وشغف القلب بثقافاتهم المنحرفة .
مع إنفاق المال تبذيرا لقنوات مفسدة، وإعانتها على فسادها بتلك
الأموال .
هذا ، بينما أمّة الإسلام تُحارب ، وتُسحق ليلاً ، ونهاراً ، سراً ،
وجهاراً ، فتُسفك دماؤهم ، ويُؤسر رجالهُم ، وتُنتهك نساؤُهم ، وقد
حلّت الجيوش الأجنبيّة في بلادهم ، وسلَبَت منهم دينهم ، وغيّرت
ثقافتهم ،، فكيف يستقيم وهذا هو الحال ، أن يُفتى بإباحة الفرح
بانتصار هذه الدول الغازية بلاد الإسلام ، في لهوهم العابث المختلط
بالمجون والفسق ، بل الفتوى بإباحة هذا من الجهل .
وكلّ من تفقّه في أحكام الشريعة وعرف مقاصدها ، يعلم أنّ هذه اللعبة
وإن كان لعبها في حدّ ذاته ليس من المحرمات لكن مشاهدتها على النحو
المنتشر هذه الأيام ليس له وجه في الإباحة ، فذرائع تحريمها كثيرة ،
وهي من أشدّ الوسائل إفسادا للنشأ ، وتأثيرها عليهم في غاية السوء ،
في العقيدة ، والأخلاق ، وكلّ من كان مسحورا بها، ثم تاب يعرف ذلك
ويقرّ به.
والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما
كثيرًا.