الإجابة:
هذا التلبيس الشيطاني لايستحق حتى أن يسمى شبهة .
والذين تخبطوا في هذه القضية ، ظنوا أمرين : أحدهما : ان هذه الحملة
هدفها ، إزالة حزب البعث ، واستبداله بحكم عادل يحكم العراق ، ولاشيء
وراء ذلك !!
والثانية : أن ذلك سيتم أشبه بإلتقاط الحزب بالمنقاش من بين العراق ،
في حرب سريعة خاطفة . وهذان ظنان كاذبان خاطئان جاهلان . فأولا من قال
إن هذه الحرب بين حزب البعث الكافر فحسب ، وبين النصارى الكفار ، لو
كان الامر كذلك ، فلماذا لم يحاربوا حزب البعث في سوريا ، لماذا لم
يحاربوا حزب البعث العراقي نفسه سابقا عندما انتهوا من إخراجه من
الكويت ، بل مكنوه من سحق تمرد الشيعة في الجنوب ، وتحت إشرافهم تم
تدمير ثورة الجنوب على حزب البعث ، ليبقى حزب البعث في السلطة، 12عاما
أخرى ؟؟
بل الحرب هي بين حملة صليبية صهيونية ، لاتستهدف حزب البعث لوحده ،
ولا العراق لوحده ، بل قد صرح قادتها أنها تأتي ضمن ( الحملة
الدولية على الإرهاب ) ، و( لإعادة تشكيل الشرق الاوسط بما يضمن
مصالحنا ) ، وهذه الحملة الدولية على ما يسمى الإرهاب ، بدأت عاصفتها
في أفغانستان ، وتمر الآن ببغداد ، وستكمل ليس بالضرورة بالجيوش ،
ولكن بالترهيب ، والتخويف ، والتلويح بالعصا ، لتتم الموافقة على كل
المطالب الأمريكية الصهيونية بعد تلقين الحكام الدرس بما حصل في
العراق وستكمل إلى سوريا ، وتطال المجاهدين في فلسطين ، ثم تعقب ذلك
بتغيير جذري في كل البلاد الإسلامية ، يسمح باجتثاث كل ماله علاقة
بإسلام الجهاد والعزة ، وفرض إسلام أمريكاني مشوه خانع ، مستعد
للتنازل لليهود عن كل حقوق الامة ، ومقدساتها ، خاصة القدس .
وهذا كله لم يعد تحليلات نستشفها ، بل تصريحات واضحة أطلقتها حكومة
الصقور اليهود أو المتهودين ، التي تقود بوش ، وليس هو الذي يقودها ،
أولئك النصارى المتصهينون ، هذه الزمرة التي تقود بوش وأمريكا كلها
لدفع دماء أبناءها لتحقيق مطامع الصهاينة ، وإخراج الكيان الصهيوني من
أزمته الخانقة بسبب الانتفاضة، وحتى عقلاء أمريكا وبريطانيا ، ينادون
بوقف هذه الزمرة عن السير قدما في مخططها الخبيث ولكن دون جدوى ،
والعجب أنها تزعم أنها تقاد من السماء ، وقد زين لهم الشيطان أعمالهم
فصدهم عن السبيل .
كما أن الحرب الآن ، وكما نرى جليا أصبحت بين هذه الحملة الصليبية
الصهيونية ، وبين شعب العراق ، وليس الحزب الحاكم فقط ، فالقصف الآن
ينزل على رؤوس الشعب أيضا ، وتسقط الضحايا ، ويموت الأبرياء ، وتهدم
البنية التحتية للدولة ، لتستفيد الشركات اليهودية والأمريكية الكبرى
من إعادة إعمارها من جديد بعد تقويض المدن العراقية .
الحرب يسقط كل يوم فيها قتلى وجرحى : الاطفال ، والنساء ، والشيوخ
،والابرياء وجنود مسلمون يعملون في الجيش العراقي ، وبسببها تتساقط
الصواريخ على الكويت كل يوم ، وكنا في غنى عن ذلك كله، لو أن أمريكا
وقفت عند حدودها ولم تتحد العالم كله ، وليس المسلمون فحسب .
وبسبب هذه الحرب قتل ، وسيقتل فيها نسأل الله ألا يقع وأن يحفظهم من
كيد الكافرين المجاهدون السلفيون في كردستان العراق في شمال العراق
، ومن أهم أهداف هذه الحملة الصليبية ، القضاء على كل المجاهدين هناك
في المناطق الكردية.
وإنما تغيير الحزب الحاكم في العراق ، أحد أهداف الحملة الصليبية
الصهيونية على العراق ، وليس كل أهدافهم ، والحرب ليست بين كفار نصارى
، وحزب حاكم في بلد عربي واحد ، بل هذا تبسيط ساذج ودوافعه مغرضة ،
والعجب أن من يقول هذا ، يرى بأم عينيه كيف أن الحرب تدور الان بين
الشعب العراقي لاسيماالسنة منهم ، والقوات الغازية ، ولهذا صرح بوش ،
وصرح وزير الدفاع البريطاني أن الحرب ستطول أسابيع ، وصرح وزير الدفاع
الأمريكي إنها إلى بدايتها أقرب منها إلى نهايتها ، خلافا لما توقعوه
، وها نحن نرى إلى هذه اللحظة كيف أن القتال لازال يدور في المناطق
الجنوبية من العراق ، وصرح ضباط كبار أمريكان لصحيفة صهيونية أن
العراقيين أثخنوا فينا، وكثير فينا القتلى ، خلافا لما توقعناه !!
هذا أولا .
وثانيا : حتى القتال بين طائفتين من الكفار ، فمن قال إنه يجوز للمسلم
أن يقرر كما يهوى أن يقاتل تحت راية إحدى الطائفتين ، وإذا كان النبي
صلى الله عليه وسلم قال ( من قاتل تحت راية عمية ، فقتل فقتلته جاهلية
) فأي راية أشد عماية وجهالة من راية الكفر ، فالذي يجيز لمسلم أن
ينضم تحت راية صليبية يقاتل تحتها ، وينصرها ، ويكون جزءا من حملتها
لتحقيق أهدافها الخبيثة في بلاد المسلمين ، فهو مثل الشيطان الناطق
بالكفر وإضلال الخلق عافانا الله تعالى من سبل الردى والغواية ،
وقائل هذا يجب أن تضرب عنقه .
وأما مصلحة البلاد ، فلو كانت تحتم الوقوف مع الامريكان في هذه الحرب
، فلماذا وافقت الحكومة على قرارات القمة العربية بمنع المشاركة في
هذه الحرب إذن ، ولماذا صرح وزير الاعلام أن هذه حرب لسنا طرفا فيها
؟؟
ووالله العظيم ، ثم والله العظيم ، ثم والله العظيم ، إنه ليس من
مصلحتنا في شيء أن نسير شبرا واحدا وراء هذه الحملة الخبيثة ، ووالله
العظيم إنه لطريق إلى الدمار والهلاك نسأل الله أن يسلم ويلطف
بعباده ، وأن يحفظنا ويحفظ المسلمين في العراق وكل مكان وقد حذرنا
الله تعالى قائلا ( ياأيها الذين آمنوا
ان تطيعوا الذين كفروا يردوكم على أعقابكم فتنقلبوا خاسرين ، بل الله
مولاكم وهو خير الناصرين ) .
والله العظيم ، ثم والله العظيم ، ثم والله العظيم ، إن كل من يشارك
في هذه الحملة الصليبية ، فهو شريك في الإثم في كل قطرة دم تهراق ظلما
على أرض العراق ، وليت شعري بأي كتاب ، أم بأي سنة ، يجوز لمسلم أن
يمضي تحت راية الكفار ، يقتل إخوانه المسلمين ، وهو يعلم أن للكفار
مقاصدهم التي ستعود بالضرر الماحق ، والخطر الساحق على أمة الاسلام .
بل الواجب كما صرح علماء الإسلام في كل البلاد السعي لإيقاف هذه
الحملة الخبيثة على الامة الاسلامية ، وأن يقف المسلمون صفا واحدا
لصدها وجهادها ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا ، أو سيأتي اليوم الذي
يقولون فيه : أكلت يوم أكل الثور الابيض ، ولا أقول تؤكل دنياهم ،
فالدنيا عرض زائل ، يأكل منه البر والفاجر ، بل أقول : يؤكل دينهم
الذي هو عصمة أمرهم ، وعزهم ، وشرفهم، ولكن أكثر الناس لايعلمون .
وستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمري إلى الله ، إن الله بصير بالعباد .