علاج المشعوذين

يوجد امرأة في قرية وملقبة مصاصة، يذهب إليها الرجال والنساء وكل واحد يشتكي مرض في بطنه أو ظهره أو صدره، وكل واحد يعطيها مبلغ مائة ريال، وإذا كان المريض يشتكي من بطنه ترقده على ظهره، وتمص بطنه بفمها، يعني تعمل فمها على بطنه أو صدره أو ظهره، وتمص مثل المحجم بدون أن تستعمل شيء بفمها، وبعد ذلك تخرج من فمها حصى أو عرق أو غير ذلك، هل هذا الأمر صحيح؟

الإجابة

فهذه المرأة المسؤول عنها يظهر أنها دجالة، وأنها تعمل أعمالاً تغر بها الناس ليظنوا بأن عندها علماً، وأن عندها شيئاً خارقاً، أو شيئاً لا يعرفه الأطباء، فتعمل ما ذكر من مص بطن الرجل، ثم إخراج أشياء من فمها كحصى ونحوه ، فهذه إما أن تكون تستخدم الجن، وتلعب على أبصار الحاضرين، فتوهم أنها تخرج من بطنه شيئاً وليس هناك شيء، وإنما وهم تزوير على أعين الناس، وسحر لأعينهم كما فعل السحرة في وقت موسى -عليه الصلاة والسلام- مع فرعون، وإما أن تكون تجعل في فمها شيء عند مجيء المريض من حصى أو غيره وتخرجه عندما تمص بطنه لتري الناس أن هذا خرج من بطنه ، والذي نرى في هذه وأمثالها أنه لا يجوز أن يذهب إليها، ولا أن تستطب؛ لأن هذه وأشباها من المشعوذين، وممن يتلاعب على الناس بالكذب، أو باستخدام الجن، وتعاطي ما حرم الله -عز وجل- من الشرك وغيره من المنكرات التي تفعل مع الجن بسؤالهم عن مرض الشخص الذي يراد تطببها فيه. فالحاصل أن هذه المرأة يظهر من عملها هذا أنها دجالة ، وأنها متلاعبة ، وأنها كذابة ، أو مستخدمة للجن ، فلا يجوز إتيانها ولا أشباهها، وقد قال النبي -عليه الصلاة والسلام- في الحديث الصحيح : (من أتى عرافاً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين يوماً). أخرجه مسلم في الصحيح. وفي لفظٍ آخر: (من أتى كاهناً أو عرافاً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد -صلى الله عليه وسلم-). فهذه وأشباهها من العرافين الذين يكذبون، ويتعاطون أموراً لا صحة لها، بل هي أشياء مكذوبة أو مأخوذة عن الجن لتغرير الناس، وإدخال السوء عليهم من دون أن يعلموا الحقيقة ، -والله المستعان-.