ما حكم شرب لبن الناقة وبولها في عصرنا

السؤال: أريد أن اسأل عن حديث شرب لبن الناقة وبولها وهل يجوز ذلك في عصرنا هذا أم أنه خاص في الذين أصابهم الداء في عصر الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم خاصة أنه لدي مريض جلدي عالجته بالعديد من الأدوية ولم يشفى فهل يجوز أن آخذ اللبن والبول وكيف الطريقة ولكم جزيل الشكر

الإجابة

الإجابة: الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فمما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم في باب التداوي: إرشاده بعض المرضى إلى الشرب من بول الإبل، وألبانها، كما ثبت ذلك في صحيح البخاري ومسلم، وغيرهما، من حديث أنس بن مالك قال: "قدم رهط من عرينة وعكل على النبي صلى الله عليه وسلم، فاجتووا المدينة، فشكوا ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "لو خرجتم إلى إبل الصدقة فشربتم من أبوالها وألبانها" وعند النسائي: "قدم أعراب من عرينة إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم، فأسلموا، فاجتووا المدينة حتى اصفرت ألوانهم وعظمت بطونهم."
قال الإمام ابن القيم رحمه الله في كتابه "زاد المعاد" بعد ذكره لحديث العرنيين: والدليل على أن هذا المرض كان الاستسقاء ما رواه مسلم في صحيحه في هذا الحديث أنهم قالوا: إنا اجتوينا المدينة فعظمت بطوننا، وارتهشت أعضاؤنا، وذكر تمام الحديث.. ولما كانت الأدوية المحتاج إليها في علاجه هي الأدوية الجالبة التي فيها إطلاق معتدل، وإدرار بحسب الحاجة،وهذه الأمور موجودة في أبوال الإبل وألبانها، أمرهم النبي صلى الله عليه وسلم بشربها.
قال: واعلم أن لبن النوق دواء نافع لما فيه من الجلاء برفق، وما فيه من خاصية، وأن هذا اللبن شديد المنفعة، فلو أن إنساناً أقام عليه بدل الماء والطعام شفي به، وقد جُرب ذلك في قوم دفعوا إلى بلاد العرب، فقادتهم الضرورة إلى ذلك فعوفوا. وأنفع الأبوال: بول الجمل الأعرابي، وهو النجيب". انتهى.
وقال الحافظ ابن حجر العسقلاني في "فتح الباري": وأما أبوال الإبل فقد روى ابن المنذر عن ابن عباس مرفوعاً "إن في أبوال الإبل شفاء للذربة بطونهم" والذرب فساد المعدة".
والخلاصة أن أبوال الإبل وألبانها دواء نافع، أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بشربهما للتداوي، وما كان صلى الله عليه وسلم ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى.
أما استخدام الأبوال والألبان في علاج المرض المذكور فيرجع في ذلك إلى أهل التخصص من أطباء الطب البديل أو الطب الشعبي.



من فتاوى زوار موقع طريق الإسلام.