الإجابة:
الحمد لله
حكم ملامسة النساء الأجنبيات حرام في رمضان وفي غير رمضان ، وسواء في
ذلك كانت الملامسة بالكف فقط أو بما هو أشد من ذلك ، لقول النبي
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « لأن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له
من أن يمس امرأة لا تحل له » رواه الطبراني في "الكبير"
(486) وصححه الألباني في صحيح الجامع (5045) .
والمعاصي عموماً - ومنها ملامسة النساء- في رمضان أشد تحريما ، وأعظم
إثماً ، وتنقص ثواب الصيام ، حتى قد يخرج الصائم من صيامه ولم يستفد
منه إلا الجوع والعطش ، لذلك كان الواجب على الصائم الاحتراز من
المعاصي أشد الاحتراز .
ولينتهز المؤمن شهر رمضان لإصلاح أحواله ، والتوبة من المعاصي ،
والإقبال على الله ، ولا يكون يوم صومه ويوم فطره سواء .
قال جابر بن عبد الله رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما : إذا صمت فليصم سمعك
وبصرك ولسانك عن الكذب والمحارم ، ودع أذى الجار ، وليكن عليك وقار
وسكينة يوم صيامك ، ولا تجعل يوم فطرك وصومك سواء . رواه ابن المبارك
في الزهد (1308) .
وإذا صافح الرجل امرأة في نهار رمضان ، فأنزل المني ، فسد صومه بلا
خلاف بين العلماء ، وعليه التوبة إلى الله تعالى من هذه المعصية ،
وعليه الإمساك بقية يومه ، وقضاء يوم مكانه .
انظر : "المغني" لابن قدامة (4/361) .
وأما خروج المني في الصيام فإن كان ذلك بدون شهوة كما لو خرج بسبب مرض
، فإنه لا يؤثر على الصيام .
سئلت اللجنة الدائمة : أشكو نزول السائل المنوي في أيام رمضان أثناء
الصيام بدون أي احتلام أو ممارسة للعادة السرية فهل في هذا تأثير على
الصوم ؟
فأجابت : إذا كان الأمر كما ذُكِرَ فإن نزول المني منك بدون لذة في
نهار رمضان لا يؤثر على صيامك، وليس عليك القضاء اه
فتاوى اللجنة الدائمة (10/278) .
أما إذا كان نزول المني بشهوة فله حالان :
الأولى : أن يكون ذلك بفعل من الرجل يثير به شهوته ، كتقبيل زوجته أو
مصافحة امرأة بشهوة ونحو ذلك ، فهذا مفسد للصيام وعليه قضاء هذا اليوم
.
الثانية : أن يخرج المني بدون فعل من الرجل ، كمجرد التفكير في الشهوة
، أو الاحتلام ، فهذا لا يفطر ، وصومه صحيح .
قال الشيخ ابن باز رحمه الله : أما خروج المني عن شهوة فإنه يبطل
الصوم سواء حصل عن مباشرة أو قبلة أو تكرار نظر أو غير ذلك من الأسباب
التي تثير الشهوة كالاستمناء ونحوه ، أما الاحتلام والتفكير فلا يبطل
بهما الصوم ولو خرج مني بسببهما اه
فتاوى إسلامية (2/135) .
والله أعلم .