الإجابة:
إن الله سبحانه وتعالى تولى حفظ دينه بنفسه، وأن ما يحتاج إليه
المسلمون في أمر دينهم لا بد أن يوجد، فالقدر الذي وجدوه فيه ما
يكفيهم، ولذلك إذا احتاجوا يظهر بعض الكتب من جديد -التي كانت
مفقودة-، وفي كل عام يظهر بعض الكتب التي كانت مفقودة من قبل لم يطلع
عليها كثير ممن سبق، وهذا كله دليل على حفظ الله تعالى لدينه ورعايته
له.
ومع هذا فلا شك أن المسلمين خسروا في بعض مواقعهم ثروات كبيرة جداً من
الكتب النادرة العجيبة، وهذه الكتب كان الناس يعيشون عليها، بل إن
كثيراً من العلماء كانوا يعدون بعض مؤلفاتهم بأعمارهم، فالإمام
الطبراني كان يسمى الجامع الأوسط: "كتاب العمر" يعتبره ذخيرة عمره،
أنفق فيه جهده، وكذلك الإمام ابن عبد البر يقول في التمهيد:
وكاشف همي والمنفس عن كربي
سمير فؤادي مذ ثلاثين حجة
ألبَّاء مأمونون غيباً ومشهداً
لنا جلساءٌ ما يمل حديثهم
وعقلاً وتأديباً ورأي مسدد
يفيدوننا من علمهم علم من مضى
ولا نتقي منهم لساناً ولا يداً
فلا فتنة تخشى ولا سوء عشرة
وإن قلت أموات فلست مفنداً
فإن قلت أحياء فلست بكاذب