هل يجب على المرأة أن تحتجب من الأعمى

السؤال: هل على المرأة أن تحتجب عن الأعمى بقول النبي صلى الله عليه وسلم في قصة ابن أم مكتوم "احتجبا منه"؟

الإجابة

الإجابة: الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد: فلا يجب على المرأة أن تحتجب عن الأعمى؛ لأن العلة التي من أجلها شرع الحجاب إنما هو النظر؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إنما جعل الاستئذان من أجل النظر" [رواه الشيخان]، وثبت في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر فاطمة بنت قيس بأن تعتد في بيت عبد الله بن أم مكتوم رضي الله عنه وعلل ذلك بقوله: "فإنه أعمى لا يراك"، وأما الحديث الذي ذكرته في سؤالك فقد رواه أبو داود والترمذي من حديث الزهري عن نبهان مولى أم سلمة حدثته أنها كانت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وميمونة قالت: "فبينما نحن عنده أقبل ابن أم مكتوم فدخل عليه، وذلك بعد ما أمرنا بالحجاب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "احتجبن منه"، فقلت: يا رسول الله أليس هو أعمى لا يبصرنا ولا يعرفنا؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أو عمياوان أنتما؟ ألستما تبصرانه؟"، ثم قال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح"، قال العلامة الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى: "في تحسين الترمذي وتصحيحه لهذا الحديث نظر؛ لأن نبهان ليس مشهوراً بالحفظ والعدالة، وإن وثَّقه ابن حبان كما في تهذيب التهذيب، والصواب أنه ضعيف شاذ مخالف للأحاديث الصحيحة الدالة على عدم وجوب الحجاب عن الأعمى كحديث فاطمة بنت قيس المخرج في صحيح مسلم، وحديث "إنما جعل الاستئذان من أجل النظر" المخرج في الصحيحين"، والله أعلم.