قالت لزوجها إن أحد أولاده منها ليس ابنه

السؤال: امرأة متزوجة قالت لزوجها إن أحد أولاده منها ليس ابنه ورفض هذا الأمر، فما حكم هذا الولد؟

الإجابة

الإجابة: إن ما قالته مما لا ينبغي لها أن تقوله، فمن اقترف من هذه القاذورات شيئاً فليستتر بستر الله، فعليها أن لا تخبره بذلك، ولتتب إلى الله ولتحسن التوبة والإنابة ولتستر ذلك، وإذا فعلت فقد فعلت هي ذلك ولا أثر له في ثبوت نسب الولد، لأن الحق في ثبوت نسب الولد لوالده وهو مقرٌ به وقد ولد على فراشه، والأنساب في الدنيا مبنية على الستر والدرء، ولذلك فإن النبي صلى الله عليه وسلم اختصم لديه الأسود بن زمعة بن الأسود وسعد بن أبي وقاص في ولد وُلد على فراش زمعة بن الأسود من أمة له فقد زعم سعد أن أخاه عتبة بن أبي وقاص وقد قُتل يوم بدر كافراً أخبره أنه منه، فخاصم سعد الأسود إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فحكم به النبي صلى الله عليه وسلم للأسود وقال: "الولد للفراش، وللعاهر الحجر"، وأمر سودة بنت زمعة وهي أخت هذا الولد المختصم فيه أمرها بالاحتجاب منه، قال: "احتجبي منه" لما رأى فيه من شبه عتبة بن أبي وقاص، فالواقع أنه باعتبار الدنيا تخلق من ماء عتبة بن أبي وقاص، ولكن النسب أمر مستور في الدنيا وهو علاقة يفرضها الشارع وهذه العلاقة تترتب على مجرد إقرار الزوج بأن هذا الولد منه يثبت النسب بذلك إذا لم ينفه بلعان، فأثبت النبي صلى الله عليه وسلم النسب، ومع ذلك أمر سودة أن تحتجب منه.

بالنسبة للفحوص فحوص الجينات الوراثية والبصمات الوراثية ونحوها هي من القرائن التي لا ينبغي الاعتماد عليها في الإثبات، فهي مجرد قرائن تؤكد ولكن لا يعتمد عليها في الإثبات مطلقاً إلا عند الشك المطلق فقد اعتمد أنس بن مالك رضي الله عنه على القافة، ولد له ولد من جارية له فشك في انتسابه إليه فدعا القافة، والقافة هم الذين يعرفون الأثر والشكل فنسبوه له قالوا هو منك، وكذلك اعتمد عمر أيضاً على القافة في الحكم بولد وجد لقيطاً، واختصم فيه رجلان كلاهما يزعم أنه ابنه فدعا عمر القافة فحكموا به لأحدهما، فهذا النوع من القرائن إنما يحتاج إليه عند عدم وجود الإثبات الشرعي، وقد أكده النبي صلى الله عليه وسلم في حديث عائشة، قالت: دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم مسروراً تبرق أسارير جبهته، فقلت: بأبي أنت وأمي يا رسول الله ما يسرك؟ قال: "أما علمت أن مجززاً المدلجي دخل فوجد زيداً وأسامة يلبسان كساءً قد غطيا رءوسهما وبدت أرجلهما، فقال: إن هذه الأقدام بعضها من بعض"، وسرور رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك للرد على المنافقين فقد كانوا يطعنون في نسب أسامة بن زيد لأنه شديد السواد وأبوه زيد شديد البياض، فأمه أم أيمن بركة كانت سوداء، فجاء أسامة على لون أمه، وكان أبوه شديد البياض، فطعن المنافقون في نسبه فلما جاء مجزز المدلجي من البادية وبنو مدلج مشهورون بالقيافة رأى أقدامهما وقد سترا وجوههما بالكساء في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "إن هذه الأقدام بعضها من بعض"، فسُرَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك سروراً شديداً.



نقلاً عن موقع فضيلة الشيخ الددو على شبكة الإنترنت.