الإجابة:
الوسط من الإنسان يعطي العبادة حقها ، ويعطي الأنس حقه ؛ فإن النبي-
صلى الله عليه وسلم - كان على هذا الوسط ، ولذلك جاءته صفية - رضي
الله عنها - فحدثها وحدثته - رضي الله عنها - ، ولم ينقض ذلك اعتكافه
، ولم يؤثر في الاعتكاف ، وسن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بهذا
التوسعة على المعتكف ، وخرج بهذا عن ضيق الرهبانية ؛ ولذلك كان يدني
رأسه إلى أم المؤمنين عائشة فترجله وهو معتكف بالمسجد - صلوات الله
وسلامه عليه .
فالوسط أن الإنسان يصلي ، أوقات الجد ، أوقات العبادة عبادة ، في بعض
الأوقات يريد الإنسان أن يروح عن نفسه ، يستجم بعض الشيء ، يجلس مع
أخيه ، يستفيد منه يفيده ، يذهب إلى حلقة يسمع فيها الشيء يذكره بالله
- تعالى - ، يستمع إلى قارئ يقرأ القرآن ، يستمع إلى أخيه يتكلم في
أمر فيه فائدة ، هذا بقدر .
وأما بالنسبة للإفراط في الغلو والتشدد والتساهل أيضا كلاهما مذموم ،
وينبغي للمسلم أن يتوسط بينهما.