فضل حفظ القرآن ومطالعة الكتب النافعة

قطعت دراستي بسبب مرض أرغمني على ذلك، ولكن لم أتوقف عن حفظ القرآن ومطالعة كتب التفسير والحديث في بيتي؛ وذلك لأني أعيش في بيئة مليئة بالبدع، وأريد تصحيح عقيدتهم بقدر المستطاع، فهل أثاب على هذا الجُهد؛ لأني أخشى أن أقع فيمن يطلب العلم ليقال عالم؟

الإجابة

ليس في هذا بأس بل أنت مأجور إذا اجتهدت في تعلم القرآن والعلم النافع من طريق الكتاب والسنة فأنت على خير؛ حتى تنفع الناس وحتى توجه الناس إلى الخير وترشدهم أنت مأجور، إذا قصدت وجه الله عز وجل، ولم تقصد الرياء والسمعة، الله جل وعلا يقول: وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ.. (5) سورة البينة. فلا بد من الإخلاص لله، ويقول صلى الله عليه وسلم: (أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر)، فسئل عنه، فقال: (الرياء). فالإنسان يُعلم ويرشد وينصح لوجه الله لا للرياء، فإذا قصدت بتعليمهم وإرشادهم ونصيحتهم وجه الله والدار الآخرة فأنت على خير عظيم، وعلى أجر عظيم، أما إذا قصدت الرياء فلا يجوز هذا، ولكن تحذر وتجاهد نفسك حتى تكون في تعليمك قاصداً وجه الله لا رياءً ولا سمعة، ثم عليك أن تسأل أهل العلم عما أشكل عليك، تسأل علماء السنة الذين تعرفهم عما أشكل عليك، ولا تكتفي بالمطالعة؛ لأنه قد يفوت عليك بعض الشيء، قد تجهل بعض الشيء، فأنت مع المطالعة والعناية وتدبر القرآن تحضر مجالس العلم عند أهل العلم، وتسألهم عما أشكل عليك حتى تستفيد علماً إلى علمك، وحتى تكون على بصيرة فيما تفتي فيه وفيما تُعلِّم. رزقك الله التوفيق والهداية.