الذِّكر بعد صلاة الفجر

السؤال: هل صحَّ عن النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم ذِكرٌ خاصٌّ بعد صلاة الفجر، قبل التَّحرُّك من جِلسة الصلاة، مثل قول: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك ..." عشر مرات، وهذا مشهورٌ بين الناس؛ فهل هو من صحيح السنَّة؟

الإجابة

الإجابة:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبه ومَنِ اهتدى بهداه، أما بعد:

فقد وردت عن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم أحاديثُ كثيرة بأذكار وأدعية تُقال دُبر الصلوات عمومًا، وصلاة الفجر خصوصًا، ومن أعظم ما ورد من أدعية تَخُصُّ صلاة الفجر:

- ما رواه الترمذي، أنَّ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال: "مَنْ قال دُبُر صلاة الفجر، وهو ثانٍ رِجْلَيْه قبل أن يتكلَّم: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، يُحيي ويُميت، وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ. عشر مرات - كتب الله له عَشْر حسنات، ومُحيَ عنه عَشْر سيئات، ورُفِعَ له عشر درجات، وكان -يومَه ذلك- في حِرزٍ من كلِّ مكروه، وحُرِسَ من الشيطان، ولم يَنبَغِ لذنب أن يُدركه في ذلك اليوم، إلا الشِّرك بالله عزَّ وجلَّ" (وهو حديث ضعيف، حكم الدارقطني عليه بالاضطراب، وضعفه الحافظ ابن رجب).

- وروى أحمد وابن ماجه والطَّبَراني عن أمِّ سَلَمَة رضيَ الله عنها قالت: كان النبيُّ يقول إذا صلَّى الصُّبْح حين يُسلِّم: "اللهم إني أسألك عِلمًا نافعًا، ورزقًا طيِّبًا، وعَملًا مُتقَبَّلًا".

- وروى أحمد والنَّسائي وأبو داود وابن حبَّان أنَّ النبي صلَّى الله عليه وسلَّم قال: "إذا صَلَّيتَ الصُّبْح فقُلْ قبل أن تُكلِّم أحدًا من الناس: اللهم أَجِرْني من النار. سبعَ مرَّات؛ فإنَّك إن مِتَّ من يومك ذلك - كَتَبَ الله لك جِوارًا من النار، و إذا صلَّيْتَ المغرب فقل قبل أن تُكلِّم أحدًا من الناس: اللهم أَجِرْني من النار. سبعَ مرات، فإنَّك إن مِتَّ من ليلتِكَ كَتَبَ الله لك جِوارًا من النار" (إسناده ضعيف، كما في السلسلة الضعيفة للألباني).

هذا، وللذِّكر بعد صلاة الفجر أجرٌ عظيمٌ، وهو سُنَّةُ سيِّد المرسَلين؛ فقد روى مسلم عن جابر بن سَمُرة قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى الصبح جلس يَذكُر الله حتى تَطلُع الشمس".

- وأخرج الترمذي عن أبي ظلال عن أنس بن مالك قال: "قال الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم: "من صلى الغَداة في جماعة، ثم قعد يَذكُر الله حتى تَطلُع الشمس، ثم صلى ركعتين، كانت له كأجر حَجة وعُمرة"، قال الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم: "تامَّة تامة تامَّة"، وهو حديث ضعيف من جميع طرقه، لكن رأى بعض أهل العلم تحسينه بمجموع هذه الطرق، ومنهم الشيخ الألباني رحمه الله.

وللمسلم أن يذكر الله بما شاء، وأن يدعُوَ بما شاء، ويتخيَّر من الذِّكر والدُّعاء أجمَعَه وأنفعَه،، والله أعلم.