ليس لهذا أصل ، ليس لتحديد الزيارة كل أسبوع أو الصدقة عند القبور أصل ، بل الواجب أن تكون الزيارة غير محددة ، متى تيسرت الزيارة شرع أن تزار القبور من الرجال ، يزورها الرجال لذكر الآخرة ، وذكر الموت ، والدعاء للموتى ، فيقول : السلام عليكم دار قومٍ مؤمنين ، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون ، نسأل الله لنا ولكم العافية ، يغفر الله لنا ولكم. هكذا كان يعلم النبي أصحابه - عليه الصلاة والسلام - . كان يعلمهم إذا زاروا القبور أن يقولوا : (السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون نسأل الله لنا ولكم العافية). وكان - عليه الصلاة والسلام - إذا زار القبور يقول : (السلام عليكم دار قوم مؤمنين ، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، غداً مؤجلون ، اللهم اغفر لأهل بقيع الغرقد). هكذا كان يفعل النبي - عليه الصلاة والسلام-. ويقول : (زوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة ، زوروا القبور فإنها تذكركم الموت). وهذا كله في حق الرجال. أما النساء فلا يزرن القبور كما تقدم ، وأما تخصيص يوم معين ، الخميس أو الجمعة للزيارة فلا أصل له ، وهكذا تخصيص توزيع الصدقات من خبز أو لحوم أو غير ذلك عند القبور لا أصل له ، بل المشروع أن صاحب الصدقة يتبع الفقراء في بيوتهم وفي محلاتهم ، ويعطيهم الصدقة ولا يكلف عليهم ولا يدعوهم إلى المقابر. فالحاصل أن المشروع أن المؤمن يتبع الفقراء ، ويعرف محلاتهم حتى يذهب إليهم بالصدقة ، وإذا جاءوا إليه في بيته وطلبوه تصدق عليهم ، أما يتخذ المقبرة محلاً صدقة فهذا لا أصل له.