كيف يحب زوجته غير المسلمة ويبرأ من المشركين ؟

السؤال: كيف يتم الجمع بين ضرورة البراءة من المشركين وعدم موالاتهم وبين حب الرجل زوجته غير المسلمة؟

الإجابة

الإجابة: ممكن جدا ، كما يحب الرجل أباه الحب الفطري ، حب الشفقة والرحم وإن كان كافرا ، وكما يحب الاب ابنه وإن كان كافرا ، حب الشفقة والحنو ، كما حدث لنوح عليه السلام فهذا الحب الفطري ليس هو الحب الديني الذي يترتب عليه الولاء ، اي النصرة والموافقة ، ولهذا إذا تعارض هذا الحب مع حب الله واتباع أمره ، يؤثر المؤمن حب الله تعالى على محابه الفطرية ، وهو مثل حب الانسان لوطنه ،كماقال الشاعر :


وحبب أوطان الرجال إليهم

 

مآرب قضاها الشباب هنالك

إذا ذكروا أوطانهم ذكرتهم

 

عهود الصبا فحنوا لذلك



فالأرض التي يعيش عليها الإنسان يحبها بالفطرة ، ثم إذا أمر بالهجرة لله يهاجر إلى الله لأن الله تعالى أحب إليه من حبه لأرضه إذا لم يقدر أن يعبد الله فيها ، كذلك قد يحب الرجل زوجته إن كانت يهودية أو نصرانية حبا فطريا فيكون بينهما المودة والألفة التي فطرا عليها ، ولكن مع ذلك المؤمن يبغض دينها ، ويقدم محبة الله تعالى واتباع دينه على كل محابه الفطرية ، وهذا إنما يستقيم إذا علمنا أن معنى البراءة ليس هو المقاطعة ، فالنبي صلى الله عليه وسلم عامل غير المسلمين بالحسنى وأهداهم وقبل هداياهم ، وأجاب دعوتهم ، وعاد مرضاهم ، وأمر الصحابة بوصل أقاربهم الكفار ، فالبراءة من الكافر لاتستلزم قطع التعامل معه ، كما أن الإحسان إليه والشفقة عليه إن كان أهلا لذلك ، لاتعني موالاته ، كما قال تعالى { لاينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين } ، والبر يدخل فيه كل وجوه الإحسان والله أعلم