حكم تزيين القبور

ما حكم تزيين القبور ؟

الإجابة

التزيين يختلف: إن كان المقصود كونه يجمع التراب عليها، ويجعل عليها النصائب هذا لا بأس ليس من التزيين، هذا هو المشروع، إذا دفن الميت يرفع قبره قدر شبر، بقية التراب يوزع على قبره حتى يعرف أنه قبر، ويجعل النصائب على طرفيه من اللبن حتى يعرف أنه قبر حتى لا يوطئ ولا يمتهن، أما تزيينه بالجس أو بالطين أو بالبناء عليه هذا هو منكر لا يجوز، الرسول نهى عن تجصيص القبور ونهى عن القعود عليها، ونهى عن البناء عليها. رواه مسلم في الصحيح، ونهى أن يكتب عليها أيضاً فلا يكتب عليها، ولا يبنى عليها لا مسجد ولا غيره ولا قبة، كل هذا بدعة، والذي يفعل في بعض الدول من البناء على القبور واتخاذ القباب عليها والمساجد من البدع ومن وسائل الشرك لا يجوز هذا، والواجب على المسلمين كف ذلك، والواجب على أمراء المسلمين أن يمنعوا هذا وأن يزيلوا هذه الأشياء، يجب على جميع الدول الإسلامية أن تمنع هذا، تمنع البناء على القبور، وتزيل المساجد التي على القبور، أو الأبنية التي عليها قباب يجب أن تزال، وإذا كانت المساجد قديمة ولكن دفن فيها ميت ينبش، إذا كانت المساجد هي القديمة ولكن دفن فيها ينبش، ويخرج منها إلى المقابر، ويوضع في حفرة في المقابر ويسوى عليه التراب كسائر القبور، ولا يجوز أن يبقى في المساحد قبور، أما إن كانت قبور قديمة ولكن بني عليها فالواجب هدم البناء، قبة أو مسجد أو غيره، فيزال ولا يجوز لأن هذا من وسائل الشرك، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد)، وقالت له بعض أزواجه: يا رسول الله إنا رأينا كنيسة في أرض الحبشة وفيها صور، قال عليه الصلاة والسلام: (أولئك إذا مات فيهم الرجل الصالح بنوا على قبره مسجداً، وصوروا فيه تلك الصور، أولئك شرار الخلق عند الله)، أخبر أنهم شرار الخلق، لبناءهم على القبور واتخاذ المساجد عليها والصور، وقال - صلى الله عليه وسلم -: (لا تصلوا إلى القبور ولا تجلسوا عليها)، وروى مسلم في الصحيح عن جابر - رضي الله عنه- قال: نهى رسول الله أن يجصص القبر وأن يقعد عليه وأن يبنى عليه. فالواجب على علماء المسلمين في كل مكان وعلى أمراء المسلمين في كل مكان إزالة هذا الشيء، ووعظ الناس وتذكيرهم وتحذيرهم، وعلى ولاة الأمور أن يزيلوه بالقوة، يهدموا المسجد الذي بني على القبر ، ويهدموا القبة على القبر، تكون القبور بارزة ليس عليها قباب ولا مساجد، كما كانت في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم – في البقيع، وهكذا الآن في الدولة السعودية في البقيع وفي غير البقيع مكشوفة ليس عليها بناء ولا مساجد، وهكذا كان الحال في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم -، كانت القبور في البقيع، وفي غير البقيع، في مكة وفي المدينة وفي غيرها مكشوفة، وهكذا في عهد الصحابة - رضي الله عنهم وأرضاهم- حتى جاءت الرافضة وغلت في القبور، وهكذا من شابههم من غير الرافضة، فالواجب الحذر، الواجب هدم المساجد التي على القبور، وهدم الأبنية والقبب التي على القبور، وأن تكون القبور مكشوفة ليس عليها شيء، يزورها الناس للسلام عليهم، يزورها المسلمون للسلام فقط، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (زوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة)، وكان - صلى الله عليه وسلم – يعلم أصحابه: إذا زاروا القبور أن يقولوا: (السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون نسأل الله لنا ولكم والعافية، يرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين)، هذه هي السنة، فالمسلمون يزورون القبور ويسلمون عليهم فقط، لا يسألونهم ولا يدعونهم ولا يجوز أن يتمسحوا بالقبور، بل هذا من المنكر والشرك، دعاء الميت والاستغاثة بالميت هذا من الشرك الأكبر، يقول: يا فلان اشفع لي أو انصرني أو اشف مريضي، سواء كان هذا عند النبي أو عند البدوي أو عند الحسين أو عند فلان كل هذا شركٌ أكبر، فلا يجوز هذا أبداً عند جميع المسلمين، لا يجوز أن تأتي قبر تقول: انصرني أو اشف مريضي، أو أنا في جوارك أو أنا في حسبك، لا قبور الأنبياء ولا غيرهم، ولا يجوز أن تقول: يا سيدي فلان أو يا أبا فلان، أو يا رسول الله انصرني أو اشف مريضي هذا من الشرك الأكبر، سواء كان ذلك مع الأنبياء أو مع أهل البيت أو مع غيرهم، ولا يجوز التمسح بالقبور أو التبرك بها، وإنما تزار فقط، يزورهم ويسلم عليهم فقط يقول: (السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، نسأل الله لنا ولكم والعافية، يرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين)، هكذا علم النبي أصحابه عليه الصلاة والسلام، يعلمهم إذا زاروا القبور أن يقولوا: السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون نسأل الله لنا ولكم والعافية، هكذا رواه مسلم في الصحيح، هكذا ذكر العلماء في بلوغ المرام ومنتقى الأخبار، وهكذا ذكره أهل العلم في كتب الحديث وفي كتب الفقه بينوا هذا، فالواجب على علماء المسلمين نشر ذلك، وبيان ذلك للناس، يجب على العلماء أن يبنوا في المساجد وفي خطب الجمعة وفي غيرها وفي المحاضرات وفي المدارس يعلموا الناس، يعلمونهم هذه الأمور حتى يكونوا على بصيرة، حتى يدعوا الغلو في القبور، حتى لا يتخذوا عليها مساجد، حتى لا يدعوها من دون الله، حتى لا يستغيثوا بها أو بأهلها، المصيبة عظيمة الآن في هذه المسألة في كثير من البلدان الإسلامية يبنى على القبور مساجد وقباب، ويدعى أهلها من دون الله ويستغاث بهم وينذر لهم، هذا هو الشرك، دعاؤهم من دون الله والاستغاثة بهم والنذر لهم هذا هو الشرك الأكبر، واتخاذ المساجد وسيلة لذلك، واتخاذ القباب وسيلة لذلك، فالواجب على أمراء المسلمين في كل مكان في مصر والشام والعراق والمغرب وفي كل مكان يجب عليهم أن يزيلوا هذه القباب، وهذه المساجد التي على القبور ويجب على العلماء أن ينبهوهم وينصحوهم ويذكروهم، إذا كانوا مسلمين فعليهم أن يزيلوا ما حرم الله، إذا كان الوالي مسلماً فليتق الله وليزل ما حرم الله من القباب والمساجد التي على القبور، وليمنع الناس من دعاء الموتى والاستغاثة بهم، والنذر لهم، النذر لله وحده، هو الذي يدعى هو الذي ينذر له، هو الذي يستغاث به قل: يا رب اغفر لي، يا رب انصرني، يا رب اشف مريضي، يا رب ارحم ضعفي، يا رب ارزقني يدعو ربه، أما الميت لا يدعى، لا الميت ولا الصنم ولا الكوكب ولا الجن، لا يدعون من دون الله، الله هو الذي يدعى - سبحانه وتعالى -، فلا يجوز دعاء الأنبياء ولا دعاء المؤمنين ولا دعاء غيرهم، ولا دعاء الكواكب والنجوم، ولا دعاء الأصنام ولا دعاء الجن كل هذا لا يجوز، بل يجب إخلاص العبادة لله وحده، يا رب اغفر لي، يا رب ارحمني، يا رب انصرني، يا الله يا ذا الجلال والإكرام، اغفر لي وارحمني، اشف مريضي، ارزقني من فضلك، أما أنه يأتي الميت ويقول: ارزقني أو اشف مريضي، حتى ولو كان النبي محمد - صلى الله عليه وسلم -، من جاء إلى قبره أو بعيداً عنه يقول: ارزقني يا محمد أو انصرني هذا الشرك الأكبر، أو يقول: يا سيدي عبد القادر أو يا سيدي الحسين أو يا سيدي البدوي أو سيدي فلان، انصرني أو اشف مريضي، أو أنا في جوارك أو أنا في حسبك هذا هو الشرك الأكبر، يجب الحذر من هذه الأمور، ويجب على العلماء أن يبنوا للناس وأن ينصحوهم ويجب على الأمراء أمر المسلمين أن يمنعوا هذا وأن يزيلوا الأبنية التي على القبور، وأن تكون مكشوفة ليس عليها مساجد ولا قباب، هذا هو الواجب على المسلمين حمايةً لجناب التوحيد، وحرصاً على سلامة عقيدة المسلمين، ودعوةً لهم إلى الحق، وأداءً لواجب الدعوة، نسأل الله أن يوفق ولاة أمر المسلمين لما يرضيهم، ونسأل الله أن يعين العلماء على البلاغ والبيان، ونسأل الله أن ينصر الجميع بالحق، وأن يعيذ الجميع من مضلات الفتن ولا حول ولا قوة إلا بالله.