تريد أن تقرض ووالداها يمنعانها

لقد عرفت منزلة المقرض عند الله، وأحب أن أخوض في هذا العمل، ولكن المشكلة أن والداي لا يرضيان بذلك؟

الإجابة

لك أن تقرضي من غير علمهما، لأنهما ليسا لهما أن يمنعاك من الأمر الشرعي، ولكن ينبغي أن تظهري طاعتهما في ذلك حتى لا يكون بينكما شر، فالرسول -صلى الله عليه وسلم- قال: (إنما الطاعة في المعروف)، وليس من المعروف منعك من التوسيع على إخوانك في الله وأخواتك في الله، ليس هذا من المعروف، وإذا كانا يخشيان ذهاب المال، فاحتاطي وأقرضي بالرهن بالضمان جمعاً بين المصالح، بين حفظ مالك وبين إرضاء والديك، وإذا كان لا يسمحان ولو بالضمان ولو بالرهن فأقرضي سراً ولا حرج عليك في ذلك. بارك الله فيك، هذا إذا كان القرض للبشر، لكن إذا كان لله -سبحانه وتعالى-. هذا العمل الصالح، تجتهد في الأعمال الصالحة مطلقاً، لكن إذا كان والداها لا يرضيان بأن تصوم مثلاً، ويقولان إن هذا يشق عليك أو كذا أو كذا فإنها تصوم سراً ولا تبدي لهما شيئاً من ذلك، أو في أيام الشتاء حتى لا يفطن لذلك، لأن طاعة الوالدين لها شأنٌ عظيم، وهما لهما العناية العظيمة بأولادهما من الرحمة والعطف والخوف على الولد والبنت، فإذا جاملتهما وأظهرت الموافقة على رأيهما فلا بأس بذلك من باب المجاملة، ومن باب تطييب النفس، حتى لا يكون في نفوسهما عليهما شيء، وهي تنهتز الفرص في الأوقات المناسبة، وإذا تركت الصيام طاعةً لهما فلا شيء، يرجى لها في ذلك الخير العظيم وثواب الصائمين، إن لم يتسير لها أن تصوم سراً لأنهما يعرفان ذلك، تدع الصيام ولا تشاق والديها، ليس لها أن تشاق والداها بل تلاحظ رضاهما، لأن برهما واجب، والصوم النافلة تطوع، فإذا كانا لا يسمحان ويشق عليهما وربما ضرباها أو هجراها تترك ذلك، من باب ترك المستحب لحفظ الواجب. إذن القرض في جانب الله –تعالى- لا يقتصر على القرض المادي المعروف للدينار والدرهم. نعم، نعم، إن تقرضوا الله قرضاً حسناً بالطاعة.