مشايخ الصوفية فيهم تفصيل: منهم من هو كافر لأنه يتعاطى الشرك بالله -عز وجل- ودعوة غير الله من أصحاب القبور، أو الجن، أو يرى وحدة الوجود؛ كأصحاب بن عربي، هؤلاء كفار، ولا يجوز دعائهم ولا زيارتهم ولا أخذ توجيهاتهم؛ لأنهم منحرفون عن الطريق، ولا يحوز موالاتهم ولا تصديقهم بما يقولون، ولا أخذ توجيهاتهم في أي شيء. ومنهم أناس عندهم بدع وأشياء لا أساس لها في الشرع المطهر، ولكنهم ليسوا كفار ولكن عندهم بدع ما أنزل لله بها من سلطان، فالواجب نصيحتهم أيضاً وتوجيههم إلى الخير، وإنكار البدع التي عندهم. أما أن يطلب منهم البركة أو من تراب حجرهم هذا منكر لا يجوز، فلم يفعل هذا الصحابة فيما بينهم -رضي الله عنهم-، وإنما كان يفعل هذا مع النبي -صلى الله عليه وسلم- لما جعل الله في جسده من البركه، فكان يأكل ....... على عرقه فيما جعل الله فيه من بركه -عليه الصلاة والسلام-، أما الناس فلا، فلم يفعلوه مع الصديق ولا مع عمر ولا مع عثمان ولا مع علي، وهم أفضل الناس بعد الأنبياء، فلا يجوز لأحد أن يأتي الصوفي الفلاني أو الشيخ الفلاني يطلب بركة ثيابه أو بركة شعره أو بركة ........ كل هذا منكر لا يجوز، إذا اعتقد أنه ينفعه ويضره أو أنه يحصل به بركه بهذا الشيء هذا خطر عظيم، وقد يصل به إلى الشرك إذا طلب البركة منه، واعتقد أنه ينفع ويضر من دعاه أو من طلب منه، أو أنه استغاث ليشفي مرضاه، أو أنه يطلب منه الشفاء لمرض، أو ما أشبه ذلك، كان هذا من الشرك الأكبر. فالحاصل أن طلب البركة من هؤلاء أودعائهم أو الاستغاثة بهم أو اعتقاد أنهم يشفون المرضى وينفعون غيره أو يضرون بشرهم كل هذا من المنكرات العظيمة، بل من المنكرات الشركية. أما أولياء الله: هم المؤمنون المتقون المطيعون لله ورسوله، هؤلاء هم أولياء الله، ليسوا أهل البدع، أولياء الله هم أهل الإيمان والتقوى؛ لأنهم وحدوا الله، واتبعوا سبيله، وساروا على نهج نبينا محمد -عليه الصلاة والسلام-، هؤلاء هم أولياء الله، وليسوا هم الصوفية، ولكنهم المتقون قال الله -تعالى-: أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ[يونس: 62-63]، الآيتين من سورة يونس، هؤلاء هم أولياء الله أهل الإيمان والتقوى الذين آمنوا بالله ورسوله، ووحدوا الله، وعبدوه وحده، ولم يعبدوا أهل القبور، ولم يستغيثوا بهم، ولم ينذروا لهم، بل عبدوا الله وحده، وساروا على نهج نبيه -صلى الله عليه وسلم-، فأدى فرائض الله، وتركوا محارم الله، ووقفوا عند حدود الله، هؤلاء هم أولياء الله، وإن كانوا فقراء، وإن كانوا عمالاً يعملون عند الناس لطلب الرزق، وإن كانوا يبيعون ويشترون في الأسواق ما عندهم تصوف، هؤلاء هم أولياء الله، وقال تعالى في سورة الأنفال: وَمَا كَانُواْ أَوْلِيَاءهُ إِنْ أَوْلِيَآؤُهُ إِلاَّ الْمُتَّقُونَ[الأنفال: 34]، فأولياء الله هم أهل التقوى، هم أهل الأيمان، هم الذين أطاعوا الله ورسوله، وتركوا ما نهى الله ورسوله، ووحدوا الله وعبدوه -جل وعلا-. أما الصوفية فهم أقسام وهم يشتركون في البدعة، ولكنهم أقسام في الأحكام منهم الكافر ومنهم المبتدع الضال الذي يجب الحذر منه ونصيحته والتنبيه على بدعته، وكلهم مشتركون في البدع، لأنهم أحدثوا بدعاً ما أنزل الله بها من سلطان، فالواجب الحذر منهم وعدم الاغترار بهم، وعدم زيارتهم لأخذ دعائهم، أو التبرك بهم، أو أخذ توجيهاتهم، أونحو ذلك، وإن أمكنه أن ينصحهم، وأن يوجههم إلى الخير، وأن ينكر عليهم بدعهم فليفعل ذلك، والله المستعان. فهمت سماحة الشيخ أن الصوفية ليسوا جميعاً على الباطل. أنواع لكن يشتركون في البدعة.