حكم طاعة الوالدة فيما يغضب الله

أنا مسلمة والحمد لله وأعمل كل ما يرضي الله وملتزمة بالحجاب الشرعي، ولكن والداتي سامحها الله لا تريد مني أن ألتزم بالحجاب وتريد مني - أيضاً - أن أشاهد السينما والفيديو وما أشبه ذلك، وتقول إذا لم تتمتعي وتنشرحي - فيما يبدو - وتقول: إذا استمريتي على هذا الحال سوف تعجزي ويبيض شعرك، أرجوكم بماذا تنصحونني، وما هو رأيكم في مثل هذه الأم؟

الإجابة

الواجب عليك أيها السائلة أن ترفقي بالوالدة, وأن تحسني إليها, وأن تخاطبيها بالتي هي أحسن, وأن ترفقي بها؛ لأن الوالدة حقها عظيم وبرها من أهم الواجبات, ولكن ليس لك طاعتها في غير المعروف, يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (إنما الطاعات في المعروف), ويقول - صلى الله عليه وسلم -: (لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق), فالأب, والأم, والزوج, والسلطان, والأمير وغيرهم لا يطاعون في معاصي الله, إنما الطاعة في المعروف في المباح, أما في المعصية فلا فإذا أمرتك بما هو معصية لله كحضور السينما, والفيديو الذي فيه الصور الخليعة, والأغاني والمنكرات, فليس لك طاعتها في ذلك, ولكن تردين عليها بالكلام الطيب, والأسلوب الحسن وتخبرينها بأن هذا لا يجوز لك, وأن طاعة الله مقدمة, وأنه لا يجوز لك أن تطيعي المخلوق كائناً من كان في معاصي الله-سبحانه وتعالى-لعلها تقنع, ولعلها تترك مجادلتك وإيذائك والله المستعان, أما قولها إنك تعجزين ويبض شعرك هذا كلام ساقط كلام لا وجه له فليس التعفف عن محارم الله والبعد عن محارم الله سبباً للتعجيز, أو سبباً لإبياض الشعر وشيب الشعر لا ، أسبابها هذا طول الزمان وتقدم العمر, أو ما يصيب الإنسان من أمراض حتى يضعف جسمه, وأما طاعة الله فهي تعين الإنسان وتقويه كما قال- جل وعلا-: وَأَنْ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعاً حَسَناً إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ, فالخير يقوي الناس على طاعة الله, اشتكت فاطمة للنبي - صلى الله عليه وسلم - تطلبه خادماً ليكفيها تعب الرحى في البيت وخدمة البيت فاعتذر إليها النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ لأن ليس عنده خادم في ذلك الوقت وقال لها: (تسبحين الله, وتحمدينه, وتكبرين عند النوم ثلاثاً وثلاثين مرة ، قال: هو خير لك من خادم ، قالت: فاستعملت هذا فما اشتكيت بعد ذلك تعباً), فالأعمال الصالحة والأذكار الشرعية تقوي المؤمن والمؤمنة لا تضعفها, بل كل ما حصل من المؤمن أو المؤمنة الذكر, والاستغفار, والطاعة لله كان هذا أقوى لله وقلبه وبدنه, وأرضى لله عنه- سبحانه وتعالى-, وأنفع له في الدنيا والآخرة, وأما هذا الكلام الذي تقوله الوالدة فهو مما أجراه الشيطان على لسانها فلا وجه له. جزاكم الله خيراً ، إذا أراد الوالد أو الوالدة أو الوالدان جميعاً بأبنائهما الفرح والسرور بما ينصحونهم لو تكرمتم سماحة الشيخ؟ يستعملون ما يسرهم من الأحاديث الطيبة, من الذهاب بهم إلى المساكين الطيبة إلى الأرض الطيبة إذا كان عندهم بستان طيب, إذا كان في محل طيب يذهبون إليه ليس فيه منكر, يشترون لهم حاجات تسرهم مثل أشرطة إسلامية تنفعهم يعني فيها الخطب الطيبة, والمواعظ الطيبة, والأشعار المفيدة الداعية إلى الخير وإلى ترك الشر وما أشبه ذلك مما يسر أولادهم, وينفع أولادهم من دون أن يوقعهم في المحرمات أهل الخير يلتمسون طرق الخير, التي تشرح الصدور, وتنير القلوب ويحصل بها المتعة الحسنة, ويحصل بها الأنس دونما حرم الله. بارك الله فيكم