حكم من يخاف من التسفير إذا حضر صلاة الجمعة

السؤال: من اعتمر ينوي انتظار أداء حجة الإسلام إذا ذهب إلى الجمعة يخاف التسفير فهل تسقط عنه الجمعة؟

الإجابة

الإجابة: إن استطاع أن يقتدي بالإمام في مكانه كأن يكون في مكان يسمع منه الخطبة والصلاة فليقتدِ بالإمام في ذلك المكان، وإن لم يستطع فهو معذور، وعليه حينئذٍ أن يكون له ورد من الموعظة ينوب له مناب خطبة الجمعة، فخطبة الجمعة هي تغذية القلب، وهي الذكرى وهذه الذكرى أمرها عظيم لأنها تغذية القلوب فعلينا أن نحرص عليها كما يحرص الناس على طعامهم وشرابهم.

فلذي يمكث أسبوعاً كاملاً لم تقطر له دمعة من خشية الله ولم يتعظ سيقسوا قلبه، ويمكن أن يسمع القرآن كاملاً ولا يبكي فيقسوا قلبه، ولذلك ما يشكوه الناس الآن من قسوة القلوب، كثير من الناس يأتي للمسجد فيقرأ الإمام جزءاً كاملاً أو جزءين من القرآن يسمع فيها مواعظ لو سمعتها الجبال لتفجرت بالماء من الموعظة: {لو أنزلنا هذاالقرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون}

و لكنه هو لا تقطر له دمعة ولا يرتجف له قلبٌ ولا يقشعر له جسم كأنه ما سمع القرآن، هذا قد غطي عليه بابتعاده عن الموعظة، لكن إذا كان الإنسان يراجع الموعظة دائماً فإنها تكتسح عنه ذلك الوحل والوسخ لأن القرآن من طبعه هذا التأثير كما قال الله تعالى: {الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله ذلك هدى الله يهدي به من يشاء}

فإذا لم يقشعر جلد الإنسان للقرآن فليعلم أنه مصاب بهذا الداء.

وعلاجه هو بمراجعة الموعظة حتى يتأثر ويتعظ، وحينئذ سيجد هذه اللذة العجيبة في الخشوع، ثم بعد هذا لا شك أن هذه الذكرى أيضاً إذا انقطع عنها الإنسان مدة فسيصعب عليه مراجعة المقام الذي بلغه منها. إذا كان الإنسان يتعظ الآن فتقطر دمعتاه وينتفض قلبه ويخشع لله ويقشعر جسده ثم انقطع عن الذكرى مهلة فسينتقص بعض هذه الأوصاف لديه فلذلك لا بد ألا ينقطع الإنسان عن الذكرى. فالجمعة حكمة مشروعية الخطبة فيها هو هكذا أن يكون للإنسان تغذية قلبية أسبوعية يسمع فيها الموعظة.



نقلاً عن موقع فضيلة الشيخ الددو على شبكة الإنترنت.