الإجابة:
فالحمد لله الذي هداك للإسلام ، وأنعم عليك بهذه النعمة العظيمة
ونسأله لك الثبات ، ومن نعم الله تعالى عليك أن الإسلام يهدم كل ما
كان قبله من الذنوب ، فنسأل الله أن يتقبل منك ومن كل تائب .
وأما بالنسبة لما يتعلق بالخطبة والزواج فإن النصيحة لك ولهذا الشاب ،
أن تبادرا به مادام ذلك ممكنا ، خاصة وأنت تخشين من الوقوع في المحرم
ففي هذه الحال يكون أمر الزواج مقدما حتى على الدراسة ، وما دام
الزواج هو رغبتكما معاً فينبغي أن يجتهد في إقناع أهله بهذا الأمر ،
ويذكرهم بقول النبي صلى الله عليه وسلم للشباب : " يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنْ اسْتَطَاعَ منكم
الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ وَأَحْصَنُ
لِلْفَرْجِ وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ
لَهُ وِجَاءٌ " رواه البخاري ( 5065) ومسلم ( 1400) . ويذكرهم
أيضا بكثرة الفتن التي يتوجب على المسلم أن يتحرز منها بكل وسيلة
شرعية ، ولاشك أن الزواج هو من أعظم الوسائل المشروعة للوقاية من هذه
الفتن ؛ بل قد نص العلماء على أن الزواج يكون واجبا في هذه الحال. (
المغني 9 / 341 ) ويمكن الاكتفاء بالعقد الشرعي المستوفي للشروط ريثما
وليمة النكاح ويحصل الدخول لأن هذا يبيح له الخلوة بك ومَسِكِ لأنه
يعتبر في هذه الحالة زوجاً شرعياً لك ، فإن تيسر ذلك فهذا حسن . وإن
أصر أهله على الرفض ، فإن كان هذا الشاب يخشى على نفسه من الوقوع في
الحرام فيجب عليه أن يسعى إلى الزواج إن كان في مقدوره ولو لم يأذن له
والداه ، مع سعيه في إرضاء أهله قدر جهده . فإن عجز عن ذلك ، فإما أن
تصبري وتستعيني بوصية الرسول صلى الله عليه وسلم لمن لم يستطع الزواج
وهي الصيام ؛ وتجتهدي في البعد عن مواطن الفتن والشهوات المثيرة حتى
يجمع الله بينكما على خير ، وإلا فعلى وليك الشرعي أن يجتهد في البحث
عن شخص آخر من الصالحين . حتى تسلمي من الوقوع في المحرم .
وينبه هنا على أنه إذا تمت الخطبة الشرعية بينكما ، فإنها لا تبيح له
مجالستك أو مسك أو الخروج معك أو تكليمك لغير حاجة حتى يتم العقد
بينكما بالشروط المعتبرة شرعا .
نسأل الله أن ييسر لكما الخير ويصرف عنكما السوء والفحشاء .. آمين .