الإجابة:
صحيح أن دول العالم الكفرية تتعاون مع اليهود ضد المسلمين، لقول الله
تعالى: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ
أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ}، ولذلك تتوالى الإعانات والمساعدات لليهود
من الدول الكافرة رغم ما بينها من الخلافات العقدية، ولكنهم جميعاً
يُحاربون الإسلام، ويحاولون محو آثار الإسلام من كثير من البلاد
الإسلامية. فعلى هذا نقول: إذا كان هناك من المسلمين في فلسطين وفي
غيرها من البلاد التي استعمرها الكفار يهوداً أو نصارى وفرضوا عليهم
السلطة والتصرف، فإن على المسلمين السعي في التخلص من تلك التصرفات،
ومن سيطرة أعداء الله على بلاد الإسلام.
فإن كان في تلك المظاهرات تأثير على إضعاف الكفار، وإخضاعهم للحق، أو
تقليلهم من الأضرار جازت هذه المظاهرات.
أما إذا كان فيها ضرر على المسلمين بحيث يتسلط الأعداء عليهم بتلك
الحجة، ويقتلون من قدروا عليه فنرى أنها تضر ولا تنفع.
ثم إنا ننصح المسلمين في فلسطين أن يصححوا إسلامهم، فيحققوا توحيد
الله، ويخلصوا له الدين، ويتركوا الشرك بالأموات، ودعاء غير الله من
ولي أو سيد أو نحوه، ومحو المزارات الشركية والقبور الوثنية، وهكذا
المحافظة على الصلاة والزكاة والصيام، وكذا التقيد بالمعاملات
الشرعية، واجتناب الربا والغش في المعاملات، والحرص على إقامة الحدود
كرجم الزاني وقتل القاتل -إذا كان مكافئاً- وجلد شارب الخمر، وقتله في
الرابعة، وقطع يد السارق، وقتل الساحر، والكاهن، وتحكيم الشريعة
الإسلامية، وإبعاد القوانين الوضعية، وتعظيم القرآن والسُنة، والرجوع
إليهما عند التحاكم، والتوكل على الله، فبذلك يحصل النصر والتأييد من
الله تعالى لقوله: {وَأَنْتُمُ
الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}، والله أعلم.