علاج المحسود الذي أصابته عين

ذهبت زوجتي لزيارة إحدى جاراتها من باب المودة والصلة والرحمة, وبعد يومين فوجئنا بدعوة من هذه الجارة التي زارتها زوجتي, تقول لزوجتي: نريد منكِ أن تتوضئي ونأخذ منكِ ماء الوضوء؛ لأنني مصابة بورم في ساقي, وأظنه حسد، فقامت زوجتي في الحال وتوضأت -وهي لا تعلم عن هذا الأمر شيء- وجاءتني وهي تبكي من هذا الأمر, ولأول مرة يحصل لها هذا الأمر, فذهبت إلى جاري وقلت له: يا أخي! ما الأمر؟ قال لي: بأن زوجتي محسودة! وأخذنا ماء من كل من دخل عليها, وقال: بأن هذا الأمر وارد, وذكر لي عن حادثة سهل بن حنيف عندما صرعه عامر بن ربيعة التي حدثت في عهد الرسول -صلى الله عليه وسلم-, والسؤال يا سماحة الشيخ: هل من علاج الحسد أن نأخذ ماء الوضوء من الحاسد, مع العلم بأن الحاسد غير معلوم؟ وهل الأسلوب التي تعاملت به هذه الجارة مع زوجتي صحيح -بدون علمي-؟

الإجابة

العين حق، كما قاله النبي -صلى الله عليه وسلم-، قد تقع العين من المرأة والرجل إذا رأت المرأة ما يعجبها من جارتها ومن غيرها قد تقع العين، وهكذا الرجل، قد تقع منه العين لأخيه ولجاره ولغيرهما، فإذا طلب الرجل أو المرأة من الشخص الآخر أن يتوضأ له فلا حرج في ذلك والحمد لله، قد تقع العين بغير اختيار الإنسان، فلا ينبغي له أن يتكدر من هذا، فإن العين حق، وليست باختيار الإنسان، قد تقع منه بغير اختياره، ينظر إلى شخص فيعجبه فتقع العين، يعجبه وجهه يعجبه مشيه، يعجبه غير ذلك فتقع العين، من مرض في الرجل أو في الرأس أو ينصرع الإنسان مريضا أو ما أشبه ذلك، قد يقع، فإذا قال الرجل لأخيه: توضأ لي، أو اغسل لي وجهك ويديك. أو قالت المرأة لأختها في الله: أصابني كذا وأخشى من شيء منك بغير اختيارك أسلوب حسن، توضأي لي أو اغسلي وجهك ويديك وأعطنيه لعل الله يشفيني بذلك، كما وقع لسهل بن حنيف وعامر بن ربيعة في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم-، وأمر عامر أن يغتسل لسهل، ليتوضأ لسهل فصب عليه الماء، فصب عليه وشفاه الله، فالمقصود أن العين حق، ولا حرج في أن يقول لأخيه أو تقول المرأة لأختها في الله: اغسلي يديك أو وجهك أو توضأي حتى يصب على من يظن أنه .......... أصابته العين فلا حرج في ذلك، ولا ينبغي أن يتكدر من قيل له ذلك، لأنه ليس باختياره فالعين تقع بغير الاختيار. نسأل الله للجميع التوفيق والهداية.