حكم دعاء الإمام والناس يؤمنون

هناك بعض الناس يقولون: إن الدعاء واجب، وهو أن يدعو الإمام ويؤمِّن المصلون، فهل هذا صحيح أم لا؟

الإجابة

الدعاء مشروع، وليس بواجب لكنه مشروع، الإنسان يدعو في صلاته وفي غير صلاته يدعوا الله ويجتهد في الخير يسأل ربه المغفرة والرحمة وصلاح النية والعمل، يسأل ربه الرزق الحلال ، الزوجة الطيبة، الذرية الصالحة، يسأل ربه دخول الجنة والنجاة من النار إلى غير ذلك، لكن يجب أن يقول: رب اغفر لي عند جمع من أهل العلم، يجب أن يقول رب اغفر لي بين السجدتين فقط عند جماعة من أهل العلم، أما بقية الدعاء فهو مستحب، يستحب أن يدعو في آخر الصلاة قبل أن يسلم، يستحب أن يدعوا في سجوده، يستحب أن يدعوا في خارج الصلاة يطلب ربه من خير الدنيا والآخرة كل هذا أمرٌ مستحب مطلوب، ولا يجب، أما ما يفعله بعض الناس من الدعاء بعد السلام إذا سلم من الفريضة دعا الإمام ورفعوا أيديهم وأمنوا جميعاً هذا لا أصل له، هذا من البدع، ما كان النبي - صلى الله عليه وسلم- وأصحابه إذا سلموا يرفعون أيديهم ويدعون ويؤمنون، لا، الإنسان يدعوا بينه وبين نفسه ، الإمام يدعوا بينه وبين نفسه، المأموم كذلك، الإنسان يدعوا بعد الصلاة بينه وبين ربه، أما أن يرفع الإمام يديه ويرفعون أيديهم ويدعون جميعاً، يدعوا الإمام ويؤمنون ، فهذا لا أصل له، ولا يجوز، بل هو من البدع التي يجب تركها ، لكن يدعوا الإنسان لنفسه بعد الذكر بما يسر الله، ويدعوا الإمام ما يخالف، والمنفرد إذا ما صلّى مع الجماعة لأسباب فاتته الجماعة أو لأنه مريض أو ما أشبه ذلك يدعو أيضاً بينه وبين نفسه، لكن الأفضل أن يكون في صلاته في السجود قبل أن يسلم ؛ لأن الرسول - صلى الله عليه وسلم- علمهم التحيات، قال: (ثم ليختير من الدعاء أعجبه إليه فيدعوا)، قبل أن يسلم، وقال عليه الصلاة والسلام: (وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقمن أن يستجاب لكم). وقال أيضاً - صلى الله عليه وسلم-: (أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء). فينبغي للمؤمن أن يكثر من الدعاء في سجوده وبين السجدتين ، وفي آخر الصلاة قبل أن يسلم، وإذا دعا بعد ذلك بعد السلام وبعد الذكر بينه وبين ربه فلا بأس من دون رفع اليدين، ومن دون أن يدعو مع الإمام، كل هذا لا أصل له، لكن يدعوا بينه وبين ربه لنفسه فقط ، من دون رفع اليدين بعد صلاة الفريضة، وهكذا بعد النوافل ، وإذا رفع يديه في بعض الأحيان بعد النوافل فلا بأس، أو في غير صلاة دعا ربه في أي وقت في غير صلاة، دعا ربه ورفع يديه، كل هذا مطلوب، ورفع اليدين من أسباب الإجابة.