هل يمكن رؤية الملائكة؟

السؤال: أحببت أن أسأل عن وجود الملائكة الذين يشكلون عالم غريب وغامض لا نعرف كثيراً عن خلقهم ولا عن أعمالهم وأريد أن أشير أني امرأة عندي 44 سنة مسلمة وخلال رمضان الماضي أكملت قراءة القران وصليت كثيرا من الصلوات لكن الغريب هو أنه قبل فجر يوم 23 رمضان وقبل أن أنام قلت 10 مرات لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وهو على كل شيء قدير وفي هذه اللحظة سمعت حركة في غرفتي التي كانت مظلمة ورأيت ضوءً تسلط علي وكنت خائفة جداً وأصبحت لا أعرف كيف أتصرف وأصبحت عاجزة عن التصرف، وشكراً.

الإجابة

الإجابة: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
الملائكة هم عباد مكرمون خاضعون لربهم مشفقون ليس لهم شيء من خصائص الربوبوبية ولا الألوهية، قال سبحانه: {قَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَداً سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ} [الأنبياء: ٢٦].
وقد خلقهم الله تعالى من نور فهم لا يأكلون ولا يشربون ولا يتغوطون.
والإيمان بالملائكة يتضمّن الإيمان بأسماء من علمنا أسماءهم، مثل أن نؤمن بأن هناك ملكاً اسمه جبريل، وكذلك نؤمن بما لهم من أعمال ووظائف مثلاً: جبريل: موكل بالوحي، ينزل به من عند الله إلى رسله، ومنهم حملة العرش ومنهم من وكل بالقطر ومنهم خزنة جهنم ومنهم من خلقوا لعبادة الله عز وجل، ومنهم من وكلوا أن يكتبوا أعمال العباد.
والأصل فيهم أنهم لا يرون، وقد يشاهدون، حيث ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى جبريل في صورته التي خلق عليها له ستمائة جناح وقد سدّ الأفق، كما ورد في البخاري وورد أيضاً أنه جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم في صورة رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر لا يرى عليه أثر السفر، وأنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإسلام والإيمان والإحسان كما جاء في الحديث المشهور الذي أخرجه مسلم.
وتمثل لمريم في صورة بشر، قال تعالى: {فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا} [مريم: ١٧].
وجاءت الملائكة إلى إبراهيم عليه السلام في صورة بشر، ولم يعرف أنهم ملائكة حتى كشفوا له حقيقة أمرهم، {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ . إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَاماً قَالَ سَلَامٌ قَوْمٌ مُّنكَرُونَ} [الذاريات: ٢٤، 25].
وكذلك في قصة الثلاثة من بني إسرائيل الأبرص والأقرع والأعمى، وأن الملك تشكّل لهم في صورة بشر، كما في صحيح البخاري ومسلم.
لكن رؤيتهم على صورتهم الحقيقية لم يثبت عن أحد من هذه الأمة أنه رآها على صورتها إلا الرسول صلى الله عليه وسلَّم، فهم أجسام نورانية لم يجعل الله تعالى في مقدور البشر رؤيتهم إلا إن تشكلوا.
وأما ما سمعتيه في الغرفة من الأصوات وما رأيتيه من النور فربما يكون ذلك خيالات وأوهام من الشيطان.