حكم التعامل بالربا لمن كان جاهلا

امرأة كانت تقرض الشخص ألف ريال على أن يردها ألف وثلاثمائة، وهي لا تعرف أن هذا ربا، فهل يلحقها شيء في ذلك، وماذا يجب عليها؟

الإجابة

هذا لا شك أنه ربا، فالذي فعل ذلك قبل أن يعلم لا شيء عليه، كما قال الله جل وعلا في كتابه العظيم: ..وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَن جَاءهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىَ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (275) سورة البقرة، فبين سبحانه أنه من جاءه موعظة من ربه يعني عرف الحق ووعظ وذكر فانتهى وتاب إلى الله فلا شيء عليه، ومن عاد فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون، فهذا يبين لنا أن الواجب على من عرف الربا أن يحذره ويتباعد عنه وأن يتوب إلى الله من ذلك، وعلى المؤمن أن يسأل ويتفقه في دينه ويتعلم حتى لا يقع فيما حرم الله عليه، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (من يرد الله بها خيراً يفقهه في الدين) متفق على صحته، فهذا يدلنا على أن الإنسان إذا تفقه في الدين وتبصر وتعلم فهذا من الدلائل على أن الله أراد به خيراً، أما إذا استمر في جهله والإعراض فهذا من علامات أن الله أراد به شراً، ولا حول ولا قوة إلا بالله، وقد قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح: (من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له به طريقاً إلى الجنة)، فالتعلم من أهم المهمات والتفقه في الدين، وإذا تصدقت بالزائد احتياطاً لأنك تساهلت في السؤال وصرفتيه في وجوه الخير فهو أحوط وأحسن، كما قال تعالى: ..وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لاَ تَظْلِمُونَ وَلاَ تُظْلَمُونَ (279) سورة البقرة، نسأل الله للجميع الهداية والتوفيق.